أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسند إمامي صحيح: رواية طويلة المتن حول تفاصيل اغتصاب فدك

اذهب الى الأسفل

بسند إمامي صحيح: رواية طويلة المتن حول تفاصيل اغتصاب فدك Empty بسند إمامي صحيح: رواية طويلة المتن حول تفاصيل اغتصاب فدك

مُساهمة من طرف Admin 18/1/2018, 12:50


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



لا أدري إن كان موضوعي مكرراً.. ولكن أسأل الله ألا يكون كذلك؛ كي تكون مساهمتي جديدة في الانتصار لسيدتي الزهراء سلام الله عليها..

هذه الرواية إخواني الأفاضل صحيحة السند على التحقيق، وهي تشتمل على تفاصيل ذات أهمية كبيرة، ويمكن من خلالها بناء عدة تصورات ذات مدخلية في مسألة التبري على الخصوص؛ وذلكم لأن الرواية اشتملت على ما يدل على جرأة القوم على الجحود والكفر.. وإليكم الرواية:

روى الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي في تفسيره(2/155 ـ 157) بسند صحيح ، قال:

(حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى و حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لمَّا بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار، بعث إلى فدك فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - منها، فجاءت فاطمة - عليها السلام - إلى أبي بكر، فقالت يا أبا بكر؛ منعتني عن ميراثي من رسول الله وأخرجت وكيلي من فدك، فقد جعلها لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - بأمر الله تعالى.

فقال لها: هاتي على ذلك شهوداً. فجاءت بأمِّ أيمن فقالت: لا أشهد حتى أحتجَّ يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: أنشدك الله؛ ألست تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إنَّ أمَّ أيمن من أهل الجنَّة؟ قال: بلى. قالت: فأشهد أن َّ الله أوحى إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ، فجعل فدك لفاطمة بأمر الله . وجاء علي - عليه السلام - فشهد بمثل ذلك . فكتب لها كتابا بفدك ودفعه إليها . فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي، فكتبت لها بفدك. فأخذ عمر الكتاب من فاطمة، فمزقه وقال: هذا فيء المسلمين، و قال: أوس بن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله بأنه قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة، فإن عليا زوجُها يجر إلى نفسه، وأم أيمن فهي امرأة صالحة، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه. فخرجت فاطمة - عليها السلام - من عندهما باكية حزينة.

فلما كان بعد هذا جاء علي - عليه السلام - إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار، فقال: يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال أبو بكر: هذا فيء المسلمين، فإن أقامت شهوداً أن رسول الله جعله لها، وإلا فلا حق لها فيه.

فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال: لا . قال: فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه، ادَّعيتُ أنا فيه، مَن تسأل البينة؟ قال: إياك كنتُ أسأل البينة على ما تدّعيه على المسلمين.

قال - عليه السلام - : فإذا كان في يدي شيء وادعى فيه المسلمون، فتسألني البينة على ما في يدي وقد ملكته في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وبعده، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا علي شهوداً، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟!

فسكت أبو بكر. ثم قال عمر: يا علي دعنا من كلامك؛ فإنا لا نقوى على حُجَجِك، فإن أتيت بشهود عدول، وإلا فهو فيء المسلمين، لا حق لك ولا لفاطمة فيه.

فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : يا أبا بكر؛ تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن قول الله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ؛ فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا؟

قال: بل فيكم.

قال: فلو أن شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة، ما كنت صانعاً؟

قال: كنت أقيم عليها الحد، كما أقيم على سائر المسلمين.

قال: كنتَ إذاً عند الله من الكافرين.

قال: ولم؟

قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة، وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل رسول الله - صلى الله عليه وآله - لها فدك، وقبضتْهُ في حياته، ثم قبلتَ شهادة أعرابي بائل على عقبه عليها، فأخذتَ منها فدك، وزعمت أنه فيء المسلمين، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - : البينة على من ادَّعَى، واليمين على من ادُّعي عليه.

قال: فدمدم الناسُ، وبكى بعضُهم، فقالوا: صدق والله عليٌّ.

ورجع علي - عليه السلام - إلى منزله).

انتهى بنصه من المصدر المذكور.

وأريد أن أسجل هنا بعض النقاط التي دلت عليها هذه الرواية الصحيحة:

النقطة الأولى: أن الزهراء ادعتها نحلة، ولم تدعها إرثاً.

النقطة الثانية: أن أبا بكر لم يكن يفقه أوليات القضاء الإسلامي.

النقطة الثالثة: أن الإمام عليا عليه السلام أقام عليهم الحجة، ولكنهم لم يتراجعوا بالرغم من ذلك، ولم يذكروا عذراً في إصرارهم على الباطل.. فدل ذلك على أنهم مجرد معاندون وليسوا في شبهة.

النقطة الرابعة: أنهم لا يقوون على الرد على حُجج أمير المؤمنين عليه السلام، ويعترفون بعجزهم أمامه.

النقطة الخامسة: أن الإمام علياً عليه السلام أثبت كفر أبي بكر بالمثال الذي ضربه له، فافهم واغتنم.

النقطة السادسة: الواقع السلبي الذي كان يعيشه المجتمع حينئذ؛ حيث لا رجاء فيهم، ولهذا تركهم الإمام علي عليه السلام، ورجع إلى المنزل.

النقطة السابعة: قوله عليه السلام (يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟) إشارة إلى قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة: من الآية44) .

وكذا قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة: من الآية45) .

وكذا قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: من الآية47)

النقطة الثامنة: عبارة (فخرجت فاطمة - عليها السلام - من عندهما باكية حزينة) تدل أنهما آذياها، ومن آذاها فقد أذى النبي، ومن أذى النبي فقد أذى الله تعالى، والله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) (الأحزاب:57) .

النقطة التاسعة: لا تخلو الرواية من دلالة على أن عمر كان شراً من أبي بكر وأكثر جرأة على الجحود والكفر، بدلالة أخذه الكتاب من يد الزهراء وتمزيقه إياه، وبدلالة كون أبي بكر غير موقفه (بلا مبرر) وصار يردد عبارة عمر (فيء للمسلمين) .

النقطة العاشرة: لا تخلو الرواية من دلالة على أن قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) مستقل عما وضع في سياقه في نسخة المصحف الشريف.

النقطة الحادية عشرة: الدلالة صريحة في أن آية التطهير لا تشمل غير أهل البيت عليهم السلام الذين يُشار إليهم بعلي عليه السلام، ومن الواضح أنه لا يشار إلى أهل البيت بعلي إذا كانت فيهم عائشة وغيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وآله..

النقطة الثانية عشرة: لا تخلو الرواية من دلالة على أن اصطلاح أهل البيت عليهم السلام كان بمستوى من الوضوح عندهم، وأن المراد به علي وفاطمة وابناهما، بحيث لا يحتاج علي في السؤال عن أهل البيت لأكثر من يشير إلى نفسه والزهراء والحسنين بقوله: (فينا) . ولو كان المدلول ذا غموض لاحتيج فيه إلى توضيح السؤال، كأن يقول مثلا: في وفي زوجتي وفي ابني.. فلما قال: فينا، عُلم أن المعنى بمكان من الوضوح بحيث يستغني عن التوضيح..

والحمد لله رب العالمين

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4737
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى