أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مراحل السير والسلوك إلى الله islamquest

اذهب الى الأسفل

مراحل السير والسلوك إلى الله islamquest Empty مراحل السير والسلوك إلى الله islamquest

مُساهمة من طرف Admin 1/12/2020, 12:17

لا شك في أن السالك و من أجل الوصول إلى غاية كماله لابد أن يجتاز مراحل و منازل في طريق السير و السلوك. و إن هذه المنازل و إن ذكرت بأسماء و أعداد مختلفة و لكن كل هذه الأسماء قد أشارت إلى حقيقة واحدة. و بشكل عام، تبدأ هذه المراحل من الطلب، و بعد المجاهدة و حصول المعرفة و العشق تنتهي إلى لقاء الله. إن تعبير القرآن لمراحل السير و السلوك هو الإسلام، الإيمان، الهجرة، الجهاد، الشهادة، الإمامة و لقاء الله.

من أشهر ما كتب في مراحل السير و السلوك، هو منطق الطير للعطار النيشابوري حيث قد شرح مراحل السير و السلوك في سبعة منازل، و هي عبارة عن: 1. الطلب 2. العشق 3. المعرفة 4. الاستغناء 5. التوحيد 6. الحيرة 7. الفناء.[1]

في هذا التقسيم قد تم أكثر التركيز على السير الباطني للسالك و أما الجلوات الخارجية للسلوك و الأعمال التي لابد أن يقوم بها فلا يسلط الضوء عليها. و في المقابل هناك من أشار إلى المراحل العملية للسير و السلوك.

وقد قسم البعض مراحل السير و السلوك إلى سبع مراحل: اليقظة، التوبة، التقوى، التخلية، التجلية، و لقاء الله.[2] و قد أحصى بعض العرفاء مراحل السلوك في مئة أو ألف مرحلة.

و هناك بيان فريد في مراحل السير و السلوك في الرسالة المنسوبة إلى بحر العلوم، حيث قد أحصى هذه المراحل في اثني عشر مرحلة[3] و كلها هي مراحل و درجات من الإسلام و الإيمان و الهجرة و الجهاد، فإليك عناوينها:

1. الإسلام الأصغر

2. الإيمان الأصغر

3. الإسلام الأكبر

4. الإيمان الأكبر الذي هو روح و مضمون الإسلام الأكبر

5. الهجرة الكبرى أو الهجرة عن أهل الظلم و العصيان

6. الجهاد الأكبر

7. الفتح و الظفر على جنود الشيطان

8. الإسلام الأعظم أو الغلبة على الآمال و الشهوات

9. الإيمان الأعظم أو مشاهدة فناء النفس و عدمها في مقابل الله سبحانه

10. الهجرة العظمى أو الهجرة من النفس و نسيانها

11. الجهاد الأعظم، حيث يحصل بعد الهجرة من النفس إذ يتوسل السالك عندئذ بذات الله سبحانه لتزول في روحه جميع آثار الأنانية و يدخل في نطاق التوحيد المطلق.

12. عالم الخلوص

و قد ذكرت في هذه الرسالة طرق الحصول على هذه المقامات في 25 مرحلة، فإليك عناوينها:[4]

1. ترك الآداب و العادات و الرسوم التي تلوث الإنسان و تصدّه عن طي الطريق.

2. العزم القوي على طي الطريق بحيث لا يخاف من شيء و لا يسمح لأي ترديد و ريب بالاستمداد من الله.

3. الرفق و المداراة، بحيث لا يكلف نفسه بما لا يطيق مخافة أن يبرد أو ينفر فيحرم من مواصلة الطريق.

4. الوفاء، بمعنى أن يكون وفيا بتوبته و لا يرجع عنها، كما يجب أن يكوف وفيا بما يقوله له شيخ طريقته و أستاذه.

5. الثبات و الدوام، بمعنى أن يداوم و يستمر على برنامجه الذي كلف به لكي لا يتراجع و يتخلف.

6. المراقبة و هي أن يراقب نفسه في جميع الأحوال كي لا تصدر منه معصية.

7. المحاسبة و هي العمل بمضمون الرواية التي تقول ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم.

8. المؤاخذة و المقصود هو أنه كلما صدر منه ذنب أو خطأ يعاقب نفسه و يضيّق عليها.

9. المسارعة و هي أن يسارع في درب الحق و لا يفوّت الوقت.

10. الإرادة، و هي أن يصفّي باطنه من كل غش، و يعشق صاحب هذه الشريعة و أوصياءه المعصومين بكل خلوص، و كذلك الأمر تجاه أستاذه و شيخه.

11. الأدب، و هو أن يحفظ الأدب تجاه الله سبحانه و تعالى و الرسول الأعظم (ص) و خلفائه المعصومين، و لا ينطق بحرف واحد فيه اعتراض، و أن يسعى لتعظيمهم و حتى يجب أن لا يتعدّى الأدب عندما يسألهم حاجة.

12. الإخلاص في النية و هو عبارة عن إخلاص القصد و الغاية في حركته و جميع أعماله لله المتعال.

13. الصمت و السكوت و حفظ اللسان عن الكلام الزائد و الاكتفاء بالقدر اللازم من الكلام.

14. الجوع و قلة الطعام و هو من الشروط المهمة في طي الطريق، و لكن لا بالقدر الذي يسبب الضعف.

15. الخلوة و هي على قسمين؛ الخلوة العامة و الخلوة الخاصة.

16. السهر خاصة السهر في آخر الليل.

17. الدوام على الطهارة، يعني أن يكون على وضوء في جميع الأحوال و هذا ما ينور قلب الإنسان.

18. المبالغة في التضرع و الذلة و الخشوع لله سبحانه.

19. عدم تلبية أهواء النفس مهما أمكن حتى المباحات منها.

20. كتمان السر و هو من أهم الشروط و هو أن يكتم أحواله و برامجه في هذا الطريق.

21. الشيخ و الأستاذ.

22. "الورد" الخاص للسالك و هو عبارة عن بعض الأذكار اللفظية التي يستلمها السالك من أستاذه لتفتح الطريق و تعينه على اجتياز العقبات الصعبة في حركته إلى الله.

23. نفي الخواطر، و هي عبارة عن تسخير القلب و السيطرة عليه.

24. الفكر و هو أن يسعى السالك لتحصيل المعرفة من خلال التأمل و الفكر الصحيح، و يجب أن يكون كل تفكيره في صفات الله و أسمائه و تجلياته و أفعاله.

25. الذكر و المقصود منه هو التوجه القلبي إلى ذات الله، لا الذكر اللفظي أو الورد، و بتعبير آخر، المقصود هو أن يتوجه بكل قلبه و وجوده إلى جمال الله و لا يغفل عنه.

و في الختام لا يخفى أن كل واحدة من هذه الكنوز القيمة التي ورثناها من علمائنا السلف في بيان مراحل السير و السلوك لها ثمن عظيم لدى سالكي سبيل العرفان، و لكن مع ذلك يبدو أن تدوين مراحل السير و السلوك على أساس منهج القرآن و معارف مدرسة أهل البيت (ع) و بمحورية دور الإمام المعصوم، لازال أمرا ضروريا.

كما أن تناول جميع الأبعاد الخارجية و الباطنية و المعرفية و العملية و الفردية و الاجتماعية بحيث تغطي جميع مشاكل و احتياجات السالك في العصر الحاضر أمر ضروري أيضا.


-------------------------------
[1] «هكذا يحصي العطار في منطق الطیر أودية السلوك السبعة: الطلب ، العشق ، المعرفة ...» لغتنامه دهخدا، ذیل عبارة: هفت و ادی. (النص باللغة بالفارسية)

[2] مظاهری، حسین، کاوشی نو در اخلاق اسلامی و شئون حکمت عملی (دراسة حديثة في الأخلاق الإسلامية و شؤون الحكمة العملية)، ج 1، الفصل الخامس، كيفية التزكية، ذیل عنوان: طرق تطهير النفس من الرذائل. موسسه نشر و تحقیقات ذكر . طهران، 1382. (الکتاب باللغة الفارسية)

[3] بحر العلوم، مهدي بن سید مرتضی، رساله سیر و سلوک منسوب به بحر العلوم (رسالة السير و السلوك المنسوبة إلى بحر العلوم)، بتقريض و شرح السید محمد حسین الطهراني، ص 76 إلى 109، انتشارات العلامة الطباطبائي، مشهد، 1417، ه ق. (الکتاب باللغة بالفارسية)

[4] المصدر نفسه، ص 145 إلى ص172.

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4761
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى