أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأدلة على مركزية العقل في الفهم

اذهب الى الأسفل

الأدلة على مركزية العقل في الفهم Empty الأدلة على مركزية العقل في الفهم

مُساهمة من طرف Admin 13/8/2018, 22:35

الأصل والسبب لنشوء المغالطات في علم التصوف
5- الحلقة الخامسة: الأدلة على مركزية العقل في الفهم
بقلم الفقير لله تعالى: أحمد يوسف نده
طرطوس- الشيخ بدر: 17-11-2016م
.............................................................
بعض أن عرضنا فكرة القوم وأدلتهم.. نأتي إلى تلك الأدلة واحدة تلو الأخرى لنرى معناها بشكل واضح.. مبتعدين عن التفسير السطحي للقرآن.. مستعينين في ذلك بالله تعالى.. عليه توكلنا وهو نعم الوكيل:
نحن نقول أن القلب ليس جهاز الفهم والتعقل بل هو قناة وأداة معرفية.. ونستدل على ذلك بنفس أدلة القوم.. فهي حجة لنا لا لهم.. ولكن خوفاً من الإطالة سنبدأ بأقوى دليل عندهم لنجيب عليه.. لأنه إذا عُرف الجواب فإن بقية الأدلة ستصبح واضحة جداً:
.
1- قوله تعالى في سورة الأعراف آية 179: ((لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً أولئك هم الغافلون))..
فهم يقولون: هذه الآية تصرح وبشكل واضح بأن القلب هو جهاز الفهم والفقه.. وهو أسمى من العقل.. لأنَّ القرآن صرَّح بأنَّ القلب هو الذي يفقه ويفهم ويتدبَّر.. فإذا توقَّف عقلك وعجز فعليك بالقلب.. لأن القرآن يؤكد على دور القلب لا العقل..
(الجواب): للأسف هذا سببه السطحية في فهم القرآن.. وعدم تدبُّر آياته.. ولتوضيح ذلك نقول:
كلنا يعلم أن هذه الآية وأمثالها موجهة للكفار والمشركين والمنافقين..
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل كان هؤلاء الناس عميان وطرشان أم كانوا يسمعون ويبصرون؟؟!!!
والجواب: لقد كانوا بشر سالمي الحواس يسمعون ويبصرون.. وإلا كيف يخاطب النبي شخص أطرش ولا يسمع..
.
فنقول: إذاً كيف يقول القرآن لا يسمعون ولا يبصرون؟
والجواب سهل: فقد جاء في أغلب التفاسير أنهم لا يسمعون على نحو الفهم والاتعاظ.. ولا يبصرون على جهة الاعتبار..
.
فنسألكم هنا: فهل الأذن والعين هي التي تتعظ وتعتبر؟
والجواب واضح: قطعاً مستحيل.. فالأذن والعين أداتين وقناتين تنقلان الأصوات والأنوار.. أما الفهم والاتعاظ والإدراك فهو من وظيفة العقل..
وهنا نقول لهم: وهذا ينطبق على القلب: فالقلب قناة لدخول المعارف الغيبية.. ولكنهم لم يُعملوا عقولهم في فهم تلك الحقائق والعقائد والمفاهيم والمعاني..
ودليلنا أن الآية انتهت بتشبيههم بالأنعام.. والفرق بين الإنسان والأنعام هو العقل.. فمن لا يستخدم عقله في فهم الصحيح من القول والاعتبار مما يجري في الواقع.. فهو كالحيوان والأنعام التي لها آذان وأعين وقلوب ولكن لا عقل لها كي تفهم.. بل هم أسوأ لأن الحيوانات لا عقل لها حتى تفهم.. أما هؤلاء فقد خلق الله لهم عقلاً ولكنهم لم يستخدموه..
.
2- الدليل الثاني: قوله تعالى ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))
فمعناه: ((أفلا يتدبرون القرآن)) بالعقل.. ((أم على قلوب أقفالها)) بسبب وجود الهوى والوساوس والشهوات التي ملأت القلب بالشوائب والنجاسات فأصبح مقفلاً ومغلقاً في وجه تلك الإشراقات والعقائد.. فإنه لن يصل شيء للعقل.. وبالتالي لن يتدبر القرآن بشكل صحيح.. وهذا الدليل يؤيدنا لأن القفل لا يكون إلا على الباب.. فالقلب باب وممر ومنفذ كما بيَّنَّا..
.
3- الدليل الثالث: قوله تعالى: ((أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها))..
فهي تصبح واضحة حسب البيان الذي ذكرناه.. أي أن الله تعالى خلق لهم قلوب تنقل لهم المعارف والعبر.. ولكنهم لم يتعقَّلوا ما وصل إليهم من معارف ولم ينتفعوا بها.. كأولئك الذين لهم آذان لا يسمعون بها.. أي لا يتعقلون ولا ينتفعون بما يصل إليهم من مواعظ وكلام وأقوال..
.
4- الدليل الأخير: قوله تعالى ((إلاَّ من أتى اللهَ بقلبٍ سليم)) ((وإن من شيعتِهِ لإبراهيم *إذ جاء ربَّه بقلبٍ سليمٍ))..
ومعناه أن القلب هو العضو الذي يتعلَّق وينجذب نحو من يحب.. وسلامة القلب هي عدم انجذابه لأي شيءٍ سوى الله.. وهذا يؤكد قولنا بأن القلب بمثابة قناة ومستقبل.. فهذا المستقبل إن لم توجهه إلى المصدر الإلهي فإنه لن يستقبل شيئاً من الغيبيات.. بل سيكون موجهاً إلى الدنيا وملذاتها ومشاغلها.. فعلى الإنسان توجيه قلبه لله تعالى وحده ليكون قلبه سليماً.. ثم ينتظر تلك الإشراقات الربانية لتعرض على عقله.. فعندها يفهم عن الله العلوم الملكوتية والمعارف الربانية...
.............................
- أما الأدلة التي تثبت أن القلب قناة معرفية وليس جهاز للفهم والتدبر:
.
1 – الدليل الأول: هو أن الله تعالى يذكر القلب دائماً مع السمع والبصر كقوله تعالى ((إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)) لأن الله سيسألك عن هذه الأدوات التي أعطاك إياها.. وأنها نقلت لك وبأمانة كل المعارف الموجودة في عالم الغيب والشهادة.. فلِمَ لَمْ تتعقَّلها وتتأمل بها وتتدبرها؟؟؟!!!
.
2 – الدليل الثاني: قوله تعالى ((من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد))..
فهذا يدل على أن المنافذ هي القلب والأذن والعين.. وأفرد القلب لأنه منفرد بعالم الغيب.. أما السمع والعين فمختصَّة بعالم الشهادة (ألقى السمع وهو شهيد)..
.
3 – الدليل الثالث: قوله تعالى ((وجعلنا على قلوبهم أكنَّةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً))..
فهذا من أكبر الأدلة التي تؤيد كون القلب قناة معرفية كالأذن التي فيها وقر أي ثقل.. فكأنه شخص ثقيل السمع.. فالله يطبع على القلب ويجعل عليه ران أو أكنة بمعنى الحجب التي تمنع من دخول الإشراقات إلى العقل فلا يفقهون شيئاً.. وقوله تعالى: ((وطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون))..
.
4 – الدليل الرابع: قوله تعالى: ((وقالوا قلوبنا غلفٌ))..
فجاء في تفسير الآية أن الغلف جمع أغلف أي أغشية.. وهذه الأغشية تمنعها عن استماع الدعوة.. يقال: غلف الشيء أي جعل له غلافاً.. وبالتالي منع من مرور المعلومات من القلب وسد طريقه..
.
وبهذا يثبت لنا أن القلب هو القناة التي توصل المعلومات.. فكما أن العين إذا علاها الغبار فإنه يمنعها عن الرؤية فلا يستطيع العقل الحكم على ما يحصل أمامه.. كذلك القلب إذا امتلأ ببخار الشهوات ودخان الأهواء وغبار العصبيات والسخافات والماديات فإن ذلك سيؤدي إلى إقفاله.. وإقفاله يعني سد هذا الباب المفتوح على عالم الغيب.. وعندها لن ترد إليه إشراقات.. وبالتالي لن يصل شيء للعقل حتى يفهم.. فيضطرب ويضل ويقع في المهالك..
أما الأدلة التي تؤيد أن العقل هو الجهاز المسؤول عن الفهم والتدبر والتفقه والتعقل.. فإلى الحلقة الآتية... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
............................................

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الأدلة على مركزية العقل في الفهم Empty رد: الأدلة على مركزية العقل في الفهم

مُساهمة من طرف Admin 13/8/2018, 22:36

الأصل والسبب لنشوء المغالطات في علم التصوف
6- الحلقة السادسة: الأدلة على مركزية العقل
بقلم الفقير لله تعالى: أحمد يوسف نده
طرطوس- الشيخ بدر: 18-11-2016م
................................................................
الأدلة والبراهين على ما نظريتنا حول أصالة العقل ومركزيته:
.
قبل الدخول في الأدلة التي تؤيدنا نطرح هذا التساؤل: لماذا حصل هذا الخلط في الفهم القرآني؟!!.. ولماذا هذا الضلال والتيه والتخبط في التفسير والتدبر والفهم ؟!
الجواب: لأننا لم نعمل بالقرآن ولم نأخذ بالسنة ولم نهتدي بالعترة...
فإن قيل لنا: معاذ الله.. من قال ذلك؟.. نحن نأخذ بالكتاب والسنة والعترة..
قلت لكم: إذاً هذا التخبط بسبب تعطيل العقل وتسطيحه وعدم تفعيله في فهم القرآن والحديث.. ويبدو أن القلب خذلكم ولم ينفعكم.. فتعالوا معي للقرآن والسنة والعترة لبيان الأدلة على ما قلناه:
.
1- (الدليل القرآني):
قال تعالى ((وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)).. ((إن في ذلك لآيةً لقومٍ يعقلون)).. ((أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون)).. ((أفأنت تُسمع الصمَّ ولو كانوا لا يعقلون)).. ((ومن نعمِّره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون))..
وقال تعالى ((الذين يسمعون القول فيتَّبعون أحسنه)).. أي أنهم عرضوا قولهم على المنطق الصحيح والعقل القويم فتدبَّر الأقوال وميَّز الحسن فاتَّبعه.. فالحكم للعقل..
قال تعالى ((قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون)) ((ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون)).. لذلك تجدهم غارقين في البدع والنجاسات ومشاكل النساء وما يعملونه من سحر نجس متعفن وشطحات فكرية منحرفة..
.
فإن قال أحدهم: القلب هو الذي يعقل وليس العقل؟؟!!..
قلنا أن فعل يعقل مشتق من مادة (ع ق ل) وليس (ق ل ب)...
فإن لم تقتنع نقول لك: أليس التفكير من عمل العقل.. انظر لقوله تعالى: ((كذلك نفصِّل الآيات لقومٍ يتفكرون)).. ((إنَّ في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون)).. ((وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما أُنزل إليهم ولعلَّهم يتفكَّرون)).. ((فاقصص القصص لعلَّهم يتفكَّرون)).. ((وتلك الأمثال نضربها للناس لعلَّهم يتفكَّرون))...
أوليس التفكر والتفقه والفقه والفهم من عمل العقل.. والله تعالى يقول: ((فمالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً)).. ((قالوا يا شعيب لا نفقه كثيراً مما تقول))..
قوله تعالى ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)).. فدليل الصدق هو البرهان.. والبرهان موجَّه للعقل لكي يحكم بالتصديق..
فإن لم تقنعوا بذلك فعلينا بالسنة والعترة (الثقل الآخر) وهي التي إن أخذنا بها مع القرآن فإننا لن نضلَّ الطريق..
.
2- (السنة المحمدية):
- قال رسول الله (ص): (يا علي إذا تقرَّب النَّاس إلى خالقهم بأبواب البر فتقرَّب إليه بأنواع بالعقل).. فهذا يدل على أن التقرب والقرب الإلهي يكون بالعقل..
- قال رسول الله (ص): (عالمٌ واحدٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابد).. فالعالم صار عالماً بعقله.. فالعبادة بلا عقل هي ضعف.. وما شدَّة العالم على الشيطان إلا بسبب قوة عقله التي تمنع الشيطان من نشر الشبهات والبدع والانحرافات..
- عن رسول الله (ص): (ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل.. ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته)..
.
3- (العترة النبوية):
- قال الإمام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: (ما عُبدَ الله بشيءٍ أفضل من العقل)..
- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: (لما خلق الله العقل استنطقه.. ثم قال له أقبل فأقبل.. ثم قال له أدبر فأدبر.. ثم قال: وعزَّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إليَّ منك ولا أكملتك إلاَّ فيمن أحبُّ...).
- قيل للإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: ما العقل؟ قال ع: (ما عُبِدَ به الرحمن واكتُسِبَ به الجنان).
- قال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: (يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشَّر أهل العقل والفهم فقال ((فبشِّر عبادِ* الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)).. يا هشام إنَّ الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول.. ونصر النبيين بالبيان.. ودلَّهم على ربوبيته بالأدلة)...
إلى أن قال ع: (يا هشام إنَّ لله على الناس حجَّتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة.. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام.. وأما الباطنة فالعقول)..
.
4- (أقوال العلماء من عرفاء وفلاسفة وفقهاء):
- قال بعض العرفاء والصوفية: (العقل رسول باطن.. والنبي والإمام عقل ظاهر)..
- والفلاسفة والحكماء سمُّوا الموجودات المجردة عن المادة بالعقول.. فالملائكة باصطلاح الشرع هم العقول المجردة المفارقة لعالم المادة باصطلاح أهل الحكمة والفلسفة..
- والفقهاء قالوا إن علة تحريم الخمر هي غياب العقل.. وقالوا أن مناط التكليف هو العقل.. والعقل هو من المقاصد العليا للإسلام بعد الدين والنفس (الحياة).. فمن ضرب بالعقل ضرب بمقاصد الإسلام..
- والمفسرين قالوا إن الآيات القرآنية التي تدل على تكريم الله لبني آدم على جميع مخلوقات الأرض فهو بسبب العقل الذي منحه الله تعالى للإنسان.. وبدون العقل يصبح الإنسان حيواناً.. وإن عطَّل الإنسان العقل أصبح أسوأ من الحيوانات والبهائم..
...................................
الخلاصة:
بهذا نستدل على أن العين والأذن هي نوافذ تطلنا على عالم الملك والشهادة.. وأن القلب هو الباب الذي يجعلنا نطل على عالم الغيب والملكوت.. بينما العقل فهو الجهاز الذي يعقل ويفهم ويتدبَّر.. هو مصدر الوعي.. وهو مصدر الحكم والتصديق... فإذا صدَّق العقل وحكم.. اطمأنَّ القلب وهدئ وسكن وتجوهر وانتعش...
.
أما الثمرة والفائدة والنتيجة من هذه الأبحاث فإلى حلقة أخرى ... دمتم بخير والسلام عليكم..
...................................

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى