آدم أبو البشر ليس هو الإنسان الكامل

□ يعتقد العرفاء أنه في كل عالم من العوالم يوجد آدم يكون مبدأ لتلك النشأة..
فآدم عالم العقول هو العقل الأول
وآدم عالم النفوس هو النفس الكلي
وآدم عالم الشهادة هو آدم أبو البشر

الحقيقة المحمدية ليست العقل الأول الذي هو مبدأ عالم العقول، وإنما هي الكون الجامع المعبر عنه بالصادر الأول.

وهو المسمى ب :
نور- عقل- ماء- قلم- آدم الأول- آدم الملكوت

" يا جابر أول ما خلق الله نور نبيكم ثم خلق منه كل خير "

يقول الشيخ الأكبر:
" إذا علمت أن آدم هو الخليفة على العالم، ومدبر العالم فآدم في الحقيقة هو النفس الواحدة وهو العقل الأول الذي هو الروح المحمدي في الحقيقة الظاهرة في هذه النشأة العنصرية، المشار إليه أول ما خلق الله نوري الذي منه يخلق هذا النوع الإنساني - ومن هذا النوع الإنساني آدم - بل جميع الأنواع من هذا النوع الإنساني، فمظهره الأول ( مظهر الحق ) في عالم الجبروت الروح الكلي المسماة بالعقل الأول فهو آدم أول وحواؤه النفس الكلية وفي عالم الملكوت النفس الكلي الذي تتولد منه الطبيعة الكلية التي في الأجسام كما في عالم الشهادة..... "


- الفتوحات لابن عربي:
" وإنما وجد الإنسان آخرا ليكون إماما بالفعل حقيقة لا بالصلاحية والقوة، فعندما وجد عينه لم يوجد إلا واليا سلطانا محفوظا، ثم جعل ( الحق) له ( للإنسان الكامل ) نوابا، حين تأخرت نشأة جسده، فأول نائب له وخليفة آدم عليه السلام ثم اتصل النسل وعين الله في كل زمان خلفاء، إلى أن وصل زمان نشأة الجسم الطاهر محمد فظهر مثل الشمس الباهرة فاندرج كل نور في نوره الساطع ، وغاب كل حكم في حكمه ، وانقادت جميع الشرائع إليه ، وظهرت سيادته التي كانت باطنة، فهو ( الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم ) .... "