الكشف الإلهي

■ المنهج الحكمي والفلسفي والعقلي والحسي لا يمكنه إدراك حقائق الأشياء على ما هي عليه، وإنما غاية إدراكه هو ظواهر الأشياء ولوازمها.

■ المنهج العرفاني هدفه إدراك حقائق الأشياء على ما هي عليه من حيث أعيانها الثابتة، وهنا لا توجد لوازم ولا عوارض ولا خواص.

■ العرفاء ليسوا بصدد رد المناهج الأخرى مطلقا، وإنما يوجهون بأنها لا قيمة لها إلا إذا كانت تحت نور القلب ونور العرفان.

□ القلب هو الذي يفقه الأمور:
((لهم قلوب لا يفقهون بها ))

(( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))


■ مكاشفات العرفاء ليست حجة في نفسها، ويجب أن نعرضها على القرآن الكريم وكشف المعصومين.. فهم الذين عندهم علم الكتاب المكنون..

(( وإنه لقرآن كريم، في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون )) من هم المطهرون الذين وصلوا إلى حقيقة هذه المعارف ؟ (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )).

إن وجدنا شواهد من كتاب الله وكشف المعصومين تؤيد المكاشفات أخذنا بها، وإن لم نجد فلا حجية لها..


■ لماذا نأخذ كشف العرفاء ونعرضه على كشف المعصوم؟ لماذا لا نأخذ مباشرة من كشف المعصوم ؟

□ من الصعب أن يلتقط الإنسان العلوم والمعارف من كلام المعصومين مباشرة، بخلاف ما إذا نبه بها.

■ لا يمكن الوصول للحقيقة إلا بالكشف الإلهي، لا الكشف الجني والشيطاني والملكي، وكشف الخواطر والضمائر. والكشف الإلهي يتحقق عندما يصل الإنسان لمقام الفناء الذاتي.

■ عندما يصل الإنسان لمقام الفناء تنكشف له حقيقة نفسه، وحقيقة غيره.

■ أنواع الكشف:
□ شرح فصوص الحكم للجندي ص 153:

" وإذا تحققت ما ذكرنا علمت أن من الكشف ما هو عقلي - وهو الذي يدركه العقل بجوهره النوري المطلق عن قيود الفكر والمزاج - ومنه ما هو نفساني وهو ما يحصل للنفوس المطلقة عن قيودها المزاجية بإدمانها الرياضات والمجاهداتمن النفوس الكلية العالية، بكشف حجاب ما به المباينة والممايزة.

ومن الكشف ما هو روحاني، وذلك بعد كشف الحجب النفسانية والعقلية ومطالعة الروح الإنساني لمطالع الأنفاس الرحمانية.

ومن الكشف ما هو رباني بطريق التجلي، إما بالتنزل والتدلي، أو بالمعراج والتسلي، أو بالمنازلات بأسرار التولي والتجلي، أو بالجمع والتجلي بعد التخلي من الرب المتولي، وهو متعدد بحسب تعددات الحضرات الأسمائية، فإن للحق تجليا من كل حضرة، ومن الحضرات، وأعلى التجليات الأسمائية هو التجلي الإلهي الجمعي الأحدي الذي يعطي المكاشفات الكلية الأحدية الجمعية، وليس كل كشف كذلك، وفوقها التجلي الذاتي الاختصاصي، الذي يعطي الكشف بحقيقة الحقائق ومراتبها، وبحقيقة النفس والعماء، وبالحقيقة الإلهية، وبحقيقة الطبيعة الكلية".

□ القيصري ص 137 :
" والفرق بين الواردات الرحمانية والملكية والجنية والشيطانية يتعلق بميزان السالك المكاشف، ومع ذلك نؤمي بشئ يسير منها. وهو ان كل ما يكون سببا للخير بحيث يكون مأمون الغايلة في العاقبة ولا يكون سريع الانتقال إلى غيره ويحصل بعده توجه تام إلى الحق ولذة عظيمة مرغبة في العبادة فهو ملكي أو رحماني، وبالعكس شيطاني.

وما يقال، ان ما يظهر من اليمين أو القدام أكثره ملكي ومن اليسار والخلف أكثره شيطاني ليس من الضوابط، إذ الشيطان يأتي من الجهات كلها كما ينطق به القرآن الكريم: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).

والأول اما ان يتعلق بالأمور الدنيوية، مثل احضار الشئ الخارجي الغايب عن المكاشف في الحال كاحضار الفواكه الصيفية في الشتاء، مثلا، والاخبار عن قدوم زيد غدا، وأمثال ذلك مما هو غير معتبر عند أهل الله فهي جنى، وطي المكان والزمان والنفوذ في الجدران من غير الانثلام والانشقاق أيضا من خواصهم وخواص الملائكة التي هي أعلى مرتبة منهم فان كان للكمل منها شئ فمعاونة منهم ومن مقامهم.

وان لم يتعلق بها أو يتعلق بالآخرة أو كان من قبيل الاطلاع بالضماير والخواطر فهو ملكي لان الجن لا يقدر على ذلك. وان كان بحيث يعطى المكاشف قوة التصرف في الملك والملكوت كالاحياء والإماتة والاخراج لمن هو في البرازخ محبوس وادخال من يريد في العوالم الملكوتية من المريدين الطالبين فهو رحماني لان أمثال هذه التصرفات من خواص المرتبة الإلهية القائم فيها وبها الكمل والأقطاب. وقد يقال لغير الشيطاني كلها رحماني. "

□ كشف الجني، الملكي، الخواطر هو كشف خاص للحقائق الأسمائية والتجليات الصفاتية، وهي تعد وتهيأ للكشف الإلهي الذاتي ..