الكلي السعي | النفس الرحماني | علاقة الخالق بالمخلوق

العلاقة بين الخالق والمخلوق

■■ مقدمات :
□ الوحدة الشخصية لا تعني عدم وجود كثرات، فزيد شخص واحد يستطيع خلق ما يشاء من الصور له، وهي غيره لأنه كان موجودا ولم تكن، ولأنه سيكون موجودا وتعدم تلك الصور.

□ عندما يقوم زيد بتحريك يده، هل تحريكه ليده هو زيد أم فعل من أفعاله ؟ هو فعل من أفعاله وليس هو لأنه كان موجودا ولم تكن هناك حركة يد. لكن تحريك اليد قائم به وليس منعزل عنه.

□ لا يوجد شيء مرتبط بالذات بما هي هي، بل ارتباطها بالأشياء عن طريق الأسماء والصفات.

□ الأسماء والصفات ليس لها تأثير إلا إذا صارت فعلا في الخارج.

□■ الكلي المفهومي:
هو المفهوم الذي لا يمتنع انطباقه على أكثر من فرد واحد ولو بالفرض.

مثاله: "مفهوم الإنسان" فالصورة الذهنية للإنسان يمكن انطباقها على زيد، وعبيد وهذا وذاك.

□■ كيف نحصل على الكلي المفهومي ؟

النظرية الأولى:
وهي المعروفة بنظرية التقشير، المنسوبة إلى أرسطو والمشاءين، وهو أن تأخذ مجموعة من المفاهيم أو الجزئيات في الخارج وتأتي بها إلى الذهن ثم تقشر زوائدها لتحصل على المفهوم الكلي.

وهي باطلة؛ لأن الصورة عندما تأتي للذهن تأتي مجردة فلا يمكن التصرف فيها.

..............
ما هو المبدأ الفاعلي لتحقق مفهوم الكلي في الذهن، والمبدأ الفاعلي لا يمكن أن يكون هو نفس الإنسان، لأن المفروض أنه فاقد له والآن يريد أن يحصله، ولا يمكن أن يكون هو الخارج، لأن الخارج مادي وهذه مجردة، لا يمكن أن تكون الجزئيات المجردة في الذهن، لأنها غير قابلة للصرف، إذن ما هو مبدؤها ؟
............
النظرية الثانية:
تقول أن الإنسان من خلال الارتباط بزيد وعمر وبكر وخالد وو، تكون هذه معدة للنفس لئن ترتبط بالكلي السعي للإنسان، يعني سمّيه رب النوع على مبنى شيخ الإشراق، سمّيه المثل الإلهية على مبنى أفلاطون، سمّيه الأسماء الإلهية على مبنى العرفاء، هناك وجود فيه هذه السعة الوجودية حيث يقوم بالإفاضة، ولكن يحتاج إلى معد، إلى شرائط.


□■ ما هي العلاقة بين الكلي المفهومي والفرد؟

□ الكلي المفهومي عين الفرد.

□ الكلي المفهومي تابع للأفراد لأنه موجود بوجود الأفراد.

□ لا يمكن أن يكون هناك إنسان من غير وجود زيد.


□■ ما هي العلاقة بين الكلي السعي والفرد ؟

□ الفرد قائم بالكلي السعي.

□ الخارج تعين من تعينات الكلي السعي.

□ التعين الخارجي عرض والكلي السعي هو الجوهر.

□ الأفراد تابعة للكلي السعي لأنه واجد لكل كمالات الفرد.


□□ على هذا الأساس:
1. الإنسان عارض على زيد في الكلي المفهومي، وزيد عارض على الكلي السعي.

2. لا يوجد عندنا في العالم إلاّ جوهر واحد و هو الكلي السعي، هو الذي يقوم به كل شيء، وما عدا ذلك فهو تعينات لهذا الكلي السعي.


■□ ما هو الكلي السعي المسمى ( الحقيقة الواحدة ) ؟

ليس الذات بشرط لا المقسمي لأنها لا تقع عنوانا لأي موضوع.

ليس مقام الأحدية لأن مظهره الوحيد هو مقام الواحدية.

المراد من الكلي السعي أو الحقيقة الواحدة هو ( النفس الرحماني ) ( الوجود المنبسط ) المشار إليه ب ( أينما تولوا فثم وجه الله ).

أنت ترى زيد وسماء وأرض وطير، لكن هذه كلها أعراض قائمة بجوهر واحد هذا الجوهر الواحد هو وجه الله هو النفس الرحماني هو حقيقة الحقائق.

والذات باعتبار تعيّناتها وتجلياتها في مراتبها المتكثرة تتكثر تلك الحقيقة الواحدة وتصير حقائق مختلفة تسمى كلمات إلهية.

ملاحظة:
¤ اصطلاح حقيقة الحقائق:
1- قد يطلق ويراد منه النفس الرحماني.
2- وقد يطلق ويراد منه مقام الأحدية.

¤ التعينات غير قائمة بمقام الأحدية، وإنما قائمة بالنفس الرحماني، لذلك إذا وجدت قرينة ( التعينات ) تصرف حقيقة الحقائق للنفس الرحماني.

العرفاء يعتقدون أنه لا يوجد في عالم الإمكان إلاّ جوهر واحد والباقي أعراض قائمة وتعينات هذا الجوهر، وهي تعينات واقعية نفس أمرية.

الجوهر النفسي واحد، ولكن عندنا جواهر نسبية، إذا قايسنا بعض الأعراض إلى بعض فقد يكون بعضها قائم ببعض، فالذي قام به يكون جوهرا نسبيا لا جوهرا نفسيا.


□■ هل الأعراض والتعينات ثابتة أم متغيرة ؟

هذه التعينات التي هي الأعراض كل آن تفنى وتوجد، تفنى وتوجد، {بل هم في لبس من خلق جديد} ولكن لأنها متصلة تتصور أنها باقية، وليس لها بقاء، فالعرض لا يبقى آنَين، يفنى ثم يوجد عرض آخر مثل الأول، تصوروا أنه نفس الأول، مع أنه مثل الأول لا نفسه فلهذا وقعوا في التباس.

□■ أثر الأعيان الخارجية في الأمور الكلية

■ ( المفاهيم الكلية ):

□ (( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ))

□ الماء ينصبغ بصبغة الإناء الذي فيه، إذا كان أصفرا يكون أصفر، إذا كان ملوثا يتلوث.

□ المفاهيم الكلية تنصبغ بصبغة الأعيان الخارجية.

□ الشيئية في السماء سماء.. وفي الشيئية في الأرض أرض.


■ الكلي السعي:

□ لا ينصبغ بصبغة الأعيان الخارجية.

□ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله.

........
الأمور العينية لها الأثر في الأمور الكلية بحسب اقتضاء الأعيان الخارجية.

□■ في الحق تعالى/
العلم والقدرة من حيث الحق هما عين ذاته وليسا شيئا زائدا عنه.

في وجوده بمرتبة الأحدية لا يتميز العلم عن القدرة فهو كله علم وكله قدرة.

العلم والقدرة قديمتين في الحق.

□■ في الإنسان والملك:
العلم والقدرة زائدان.
وأحدهما غير الآخر.
وهما حادثان فيهما.

■■ العلاقة بين الحق والخلق علاقة متداخلة أحدهما يؤثر في الآخر، داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة.

■■ العلاقة بين الحق والخلق علاقة الغني والفقير المفتقر للغني، ولا يوجد تغاير تقابلي هنا، بل يوجد تغاير ذاتي إحاطي، فإن كل ما للممكن موجود للواجب، وليس كل ما للواجب موجود للممكن.

الأمور الكلية لا تقبل التفصيل والتجزي من الأمور العينية.

الدليل بالقياس الاقتراني/
الحقيقة الكلية بسيطة
وكل بسيط لا يقبل التجزي
إذن الحقيقة الكلية لا تقبل التجزي

الإنسانية مثلا حقيقة واحدة بالحمل الأولي، الإنسانية في زيد هي نفسها الإنسانية في كميل، وإنما اختلفت العوارض التي تعرض هذه الحقيقة فيكون هذا طويل وهذا قصير، هذا أبيض وهذا أسود.

الجوهر واحد وهو النفس الرحماني ( وما أمرنا إلا واحدة ) وإنما اختلفت العوارض فصار هذا أرض وهذا سماء..

الأمور الكلية تتجلى على نحو التجلي لا التجافي فلا تتجزى ولا تنقص ... كالأفكار الموجودة في العقل، حينما تتجلى على هيأة الكتابة لا يؤثر ذلك ولا ينقص منها شيئا فلا تزول..

الذات الواجبية ( حقيقة الحقائق ) ظاهرة في الأعيان الخارجية من دون طريان التجزي والتغير فيها..