معرفة الله

■الله تعالى سخر كل شيء لخدمة الإنسان

(( سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ))


■ الإنسان مخلوق لأجل الله:

"خلقت كل شيء لأجلك، وخلقتك لأجلي."

(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))

والعبادة لا تكون إلا بالمعرفة.


■ ما هي الطرق لمعرفة الله ؟

الطريقين الآفاقي والأنفسي:

(( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ))

(( وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))

هذين الطريقين يمثلان الإنسان الكامل الذي له نشأتان تفصيلية ( العالم ) واجمالية ( الخاتم أو مظهر آخر من مظاهر الإنسان الكامل )

عن سيّد الشهداء عليه السلام قال: " أيّها الناس !.. إنّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه ، فقال له رجلٌ : يابن رسول الله !.. بأبي أنت وأمّي فما معرفة الله ؟.. قال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته. "


■ لماذا قدمت الآيات المعرفة الآفاقية على الأنفسية رغم أن الأنفسية أفضل ؟

1. لأن التفصيل المتحقق بالمعرفة الآفاقية أوضح وأسهل من الاجمال المتحقق بالمعرفة الأنفسية.

2. لأن العالم تقدم على النشأة العنصرية للإنسان الكامل.


■ روايات معرفة النفس:

1 –
من حديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لرجل اسمه مجاشع، قال:يا رسول الله، كيف الطريق إلى معرفة الحق فقال صلى الله عليه وآله وسلم:"معرفة النفس".

2 –
وجاء في رواية أن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألته: متى يعرف الإنسان ربه؟
فقال: "إذا عرف نفسه"

3 –
وعن أمير المؤمنين عليه السلام "أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه"

4 –
وأيضا قوله عليه السلام: "عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه"

5 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "عجبت لمن ينشد ضالته، وقد اضل نفسه فلا يطلبها"

6 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه"

7 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "من عرف نفسه فقد انتهي الي غاية كل معرفة و علم"

8 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس"

9 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أكثر الناس معرفة لنفسه أخوفهم لربه"

10 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال ". لا تجهل نفسك، فإن الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء"

11 –
وعن أمير المؤمنين عليه السلام "معرفة النفس أعرف المعارف"

12 –
وعنه عليه السلام أنه قال "لا تعص نفسك إذا هي أرشدتك"

13 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه"

14 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "من عرف نفسه جل أمره"

15 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "الكيس من عرف نفسه وأخلص أعماله"

16 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "العارف من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها"

17 –
وعنه عليه السلام أنه قال: "إن عقلت أمرك أو أصبت معرفة نفسك فأعرض عن الدنيا وأزهد فيها، فإنها دار الأشقياء وليست بدار السعداء، بهجتها زور، وزينتها غرور، وسحائبها متقشعة، ومواهبها مرتجعة منتزعة وعواريها مرتجعة"

18 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: "من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة، وخبط في الضلال والجهالات"

19 –
وأيضا عنه عليه السلام أنه قال: "من عرف قدر نفسه لم يهنها بالفانيات"

20 –
وفي دعاء الإمام زين العابدين: واجعلنا من الذين عرفوا أنفسهم، وأيقنوا بمستقرهم، فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى.


■ اشكال :
يرى البعض أن الرواية " من عرف نفسه عرف ربه " تبين استحالة معرفة النفس لأنها علقتها على معرفة الرب، وحيث أن معرفة الرب ممتنعة فإذن معرفة النفس ممتنعة.

□ رد السيد الطباطبائي:
أولاً: بقوله في رواية اخرى > اعرفكم بنفسكم اعرفكم بربه < وهذا يكشف عن انه لو كانت المعرفة مستحيلة اذن لا معنى لافعل التفضيل > أعرفكم <.

ثانياً: ان الحديث في عكس النقيض قوله {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم}.....

ثالثا: لو كان من باب التعليق على المحال لما قال انه انفع المعارف، ولما ذكر مجموعة من الاثار المترتبة على معرفة النفس >اكثر الناس معرفة لنفسه اخوفهم لربه< >غاية المعرفة ان يعرف المرء نفسه <؟ هذه الاثار لا تتم الا على فرض ان معرفة النفس ممكنة، ولو في الجملة.


■ما هي الاثار المترتبة على معرفة النفس؟

1. علم الأخلاق قائم على معرفة النفس:
>العارف من عرف نفسه فاعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها <

2. معرفة النفس طريق خشية الله:
>اكثر الناس معرفة لنفسه اخوفهم لربه<

3. معرفة النفس كمال العقل:
> افضل العقل معرفة الانسان نفسه <
>فمن عرف نفسه عقل <

4. معرفة النفس تفضي إلى التجرد:
> من عرف نفسه تجرد <
> من عرف نفسه جاهدها <
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}

5. آثار أخرى إيجابية:
>من عرف نفسه جل امره <
>من عرف نفسه كان لغيره اعرف <
>من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل معرفة وعلم<
>نال الفوز الاكبر من ظفر بمعرفة النفس<

6. آثار سلبية للجهل بالنفس:
>اعظم الجهل جهل الانسان امر نفسه <
>عجبت لمن ينشد ظالته وقد اضل نفسه فلا يطلبها <
>عجبت لمن يجهل نفسه كيف يعرف ربه<
>كيف يعرف غيره من يجهل نفسه<
>كفى بالمرء جهلا ان يجهل نفسه <
>من جهل نفسه اهملها <
>من جهل نفسه كان بغيره اجهل <
>من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة وخبط في الضلال والجهالات<
>لا تجهل نفسك، فان الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شيء<


■ أنواع معرفة النفس ؟
1- معرفة أنفسية حصولية مفهومية:
لايسبقها عمل صالح ولا تستلزم عملا صالح، وإنما تتحصل بالدراسة والاكتساب.

2- معرفة أنفسية شهودية واقعية:
مسبوقة بعمل وملحوقة بعمل


■ هل بين الشارع لنا كيفية الوصول لله؟

□ الطائفة الأولى:
تقول بأن الشارع بين كيفية الوصول بشكل اجمالي وترك التفصيل لكل مكلف.. يبتدع طرق للوصول إلى الله حتى وإن لم ينص عليها الكتاب وروايات المعصومين.. كرهبان النصارى الذين ابتدعوا طرقا لم يكتبها الله عليهم بل إنهم ألزموا أنفسهم بها إبتغاء الوصول إلى الله تعالى (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها )) .. وهذا طريق باطل عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام..

□ الطائفة الثانية:
تقول بأنه لا يجوز الرجوع لغير الله لأخذ الطريق الموصل إليه، فلا طريق إلا الطريق الذي أمر بلزومه. وهو طريق القرآن الكريم والعترة الهادية.

القرآن:
(( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا ))

(( ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل))

النبي محمد:
(( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو ))

(( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))

(( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ))

العترة:
" تركت فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي ".


■ الالتزام بالشرع شرط للوصول إلى الله:

السيد الطباطبائي: "إن حظ كل امرء من الكمال بمقدار متابعته للشرع. " " إن الميل من متابعة الشرع إلى الرياضات الشاقة فرار من الاشق إلى الاسهل فان الشرع قيل مستمر للنفس والهوى، دائمي مادامت موجودة، والرياضة الشاقة قتل دفعي وهو أسهل عملا وايثارا "

منهج بعض العرفاء:
العرفان العملي هو الرسالة العملية ومفاتيح الجنان.