أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

6. الفص الشيثي

اذهب الى الأسفل

6. الفص الشيثي Empty 6. الفص الشيثي

مُساهمة من طرف Admin 8/6/2024, 11:00

(( فص حكمة نفثية في كلمة شيثية ))


اعلم أن العطاي والمنح الظاهرة في الكون على أيدي العباد وعلى غير أيديهم على قسمين: منها ما يكون عطايا ذاتية وعطايا أسمائية وتتميز عند أهل الأذواق، كما أن منها ما يكون عن سؤال في معيَّن وعن سؤال غير معيّن.
ومنها مألا يكون عن‏ سؤال سواء كانت الأعطية ذاتية وأسمائية.
فالمعيَّن كمن يقول يا رب أعطني كذا فيعيِّن أمراً مألا يخطر له سواه وغير المعيّن كمن يقول أعطني ما تعلم فيه مصلحتي- من غير تعيين- لكل جزء من ذاتي من لطيف وكثيف.
والسائلون صنفان، صنف بعثه على السؤال الاستعجال الطبيعي فإن الإنسان خلق عجولا.
والصنف الآخر بعثه على السؤال لِمَا علم أنَّ ثَمَّ أموراً عند اللَّه قد سبق العلم بأنهألا تُنَال إِلا بعد السؤال‏ ، فيقول: فلعل‏ ما نسأله فيه‏ سبحانه يكون من هذا القبيل، فسؤاله احتياط لما هو الأمر عليه من الإمكان: وهو لا يعلم ما في علم اللَّه ولا ما يعطيه استعداده في القبول، لأنه من أغمض المعلومات الوقوف في كل زمانٍ فرد على استعداد الشخص في ذلك الزمان.
ولو لا ما أعطاه الاستعدادُ السؤالَ ما سأل.
فغاية أهل الحضور الذين لا يعلمون مثل هذا أن يعلموه في الزمان الذي يكونون‏ فيه، فإنهم لحضورهم يعلمون ما أعطاهم الحق في ذلك الزمان وأنهم ما قبلوه إِلا بالاستعداد.
وهم صنفان: صنف يعلمون مِنْ قبولهم استعدادَهم، وصنف يعلمون من استعدادهم ما يقبلونه. هذا أتَمُّ ما يكون في معرفة الاستعداد في هذا الصنف. ومن هذا الصنف من يسأل لا للاستعجال ولا للإِمكان، وإِنما يسأل امتثالًا لأمر اللَّه في قوله تعالى: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ».
فهو العبد المحض، وليس لهذا الداعي همة متعلقة فيما سأل فيه من معيَّن وغير معين، وإِنما همته في امتثال أوامر سيِّده. فإِذا اقتضى الحال السؤال سأل عبودية و إِذا اقتضى التفويض والسكوت سكت فقد ابتُلِيَ أيوب عليه السلام وغيره وما سألوا رفع ما ابتلاهم اللَّه تعالى به، ثم اقتضى لهم الحال في زمان آخر أن يسألوا رفع ذلك فرفعه اللَّه عنهم.
والتعجيل بالمسئول‏ فيه‏ والإبطاء للقَدَرِ المعين له عند اللَّه.
فإِذا وافق السؤالُ الوقتَ أسرع بالإجابة، وإِذا تأخر الوقت إِما في الدني وإِما إِلى الآخرة تأخرت الإجابة: أي المسئول فيه لا الإجابة التي هي لبَّيك من اللَّه فافهم هذا.
وأما القسم الثاني وهو قولنا: «و منها مألا يكون عن سؤال» فالذي لا يكون عن سؤال فإِنما أُريد بالسؤال التلفظ به، فإِنه في نفس الأمر لا بد من سؤال إِما باللفظ و بالحال وبالاستعداد.
كما أنه لا يصح حمد مطلق قط إِلا في اللفظ، وأما في المعنى فلا بد أن يقيده الحال. فالذي يبعثك على حمد اللَّه هو المقيِّد لك باسمِ فِعْلٍ و باسم تنزيه. والاستعداد من العبد لا يشعر به صاحبه ويشعر بالحال لأنه يعلم الباعث وهو الحال.
فالاستعداد أخفى سؤال . وإِنما يمنع هؤلاء من السؤال علمهم بأن اللَّه فيهم سابقة قضاء.
فهم‏ قد هيَّئوا مَحَلّهم لقبول ما يرد منه وقد غابوا عن نفوسهم وأغراضهم‏ .

ومن هؤلاء من يعلم أنّ علم اللَّه به في جميع أحواله هو ما كان عليه في حال ثبوت عينه قبل وجودها، ويعلم أن الحق لا يعطيه إِلا ما أعطاه عينه من العلم به وهو ما كان عليه في حال ثبوته، فيعلم‏ علم اللَّه به من أين حصل.

وما ثَمَّ صنف من أهل اللَّه أعلى وأكشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سِرِّ القدر وهم على قسمين: منهم من يعلم ذلك مجملًا، ومنهم من يعلمه مُفَصَّلًا، والذي يعلمه مفصلًا أعلى وأتم من الذي يعلمه مجملًا، فإِنه يعلم ما في علم اللَّه فيه إِما بإِعْلام اللَّه إِياه بما أعطاه عينُه من العلم به، وإما أن يكشف له عن‏ عينه الثابتة وانتقالات الأحوال عليها إِلى‏ مألا يتناهى‏ وهو أعلى: فإِنه يكون في علمه بنفسه بمنزلة علم اللَّه به لأن الأخذ من معدن واحد إِلا أنه من جهة العبد عناية من اللَّه سبقت له هي من جملة أحوال عينه يعرفها صاحب هذا الكشف إِذا أطْلَعَه اللَّه على ذلك، أي أحوال عينه، فإِنه ليس في وسع المخلوق‏ إِذا أطْلَعَه اللَّه على أحوال عينه الثابتة التي تقع صورة الوجود عليها أن يطَّلع في هذه الحال على اطلاع الحق على هذه الأعيان الثابتة في حال عدمها لأنها نِسَب ذاتية لا صورة لها.

فبهذا القدْر نقول إِن العناية الإلهية سبقت لهذا العبد بهذه‏ المساواة في إِفادة العلم. ومن هنا يقول اللَّه تعالى: «حَتَّى نَعْلَمَ» وهي كلمة محققة المعنى ما هي كما يتوهمه من ليس له هذا المشْرَب.

وغاية المنزه أن يجعل‏ ذلك الحدوث في العلم للتعلق‏ ، وهو أعلى وجه يكون للمتكلم بعقْله في هذه المسألة، لو لا أنه أثبت العلم زائداً على الذات فجعل التعلق له لا للذات. وبهذا انفصل عن المحقق من أهل اللَّه صاحبِ الكشف والوجود .

ثم نرجع إِلى الأعطيات فنقول: إِن الأعطيات إِما ذاتية وأسمائية.

فأما المِنَح و الهبات والعطايا الذاتية فلا تكون أبدألا عن تجل إِلهي.

والتجلي من الذات لا يكون أبدألا بصورة استعداد المتجلَّي‏ له وغير ذلك لا يكون.

فإِذن المتجلَّي له ما رأى سِوَى صورته في مرآة الحق، وما رأى الحق ولا يمكن أن يراه مع علمه أنه ما رأى صورته إِلا فيه: كالمرآة في الشاهد إِذا رأيت الصورة فيهألا تراها مع علمك أنك ما رأيت الصُّوَرَ وصورتك إِلا فيها.

فأبرز اللَّه ذلك مثالًا نصبه لتجليه الذاتي‏

ليعلم المتجلَّى له أنه‏ ما رآه. وما ثَمَّ مثال أقرب ولا أشبَه بالرؤية والتجلي من هذا.

وأجهد في نفسك عند ما ترى الصورة في المرآة أن ترى جرْم المرآة لا تراه أبداً البتة حتى إِن بعض من أدرك مثل هذا في صور المرايا ذهب إِلى أن الصورة المرئية بين بصر الرائي وبين المرآة.
هذا أعظم ما قَدَرَ عليه من العلم، والأمر كما قلناه وذهبنا إِليه.
وقد بينا هذا في الفتوحات المكية وإِذا ذقت هذا ذقت الغاية التي ليس فوقها غاية في حق المخلوق.
فلا تطمع و لا تتعب نفسك في أن ترقى في‏ أعلى من هذا الدرج‏ فما هو ثَمَّ أصلًا، وما بعده إِلا العدم المحض.
فهو مرآتك في رؤيتك نفسك، وأنت مرآته في رؤيته‏ أسماءه وظهور أحكامه وليست سوى عينه.
فاختلط الأمر وانبهم: فمنا من جهل في علمه فقال: «و العجز عن درك الإدراك إِدراك، ومنا من علم فلم يقل مثل هذ وهو أعلى القول، بل أعطاه العلمُ السكوتَ، ما أعطاه العجز.
وهذا هو أعلى عالمٍ باللَّه.
و ليس هذا العلم إِلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء، وما يراه أحد من الأنبياء و الرسل إِلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إِلا من مشكاة الولي‏ الخاتم، حتى أن الرسل لا يرونه- متى رأوه- إِلا من مشكاة خاتم الأولياء: فإِن الرسالة والنبوة- أعني نبوة التشريع، ورسالته- تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً.
فالمرسلون، من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إِلا من مشكاة خاتم الأولياء ، فكيف من دونهم من الأولياء؟
وإِن كان خاتم الأولياء تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع، فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إِليه، فإِنه من وجه يكون أنزل كما أنه من وجه يكون أعلى.
وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إِليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم‏ فيهم، وفي تأبير النخل.
فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شي‏ء وفي كل مرتبة، وإِنما نظرُ الرجال إِلى التقدم في رتبة العلم باللَّه: هنالك مطلبهم.
و أما حوادث الأكوان فلا تعلق لخواطرهم بها، فتحقق ما ذكرناه. ولمَّا مثّل النبي صلى اللَّه عليه وسلم النبوة بالحائط من اللَّبِن وقد كَمُلَ سوى موضع لبنَة، فكان صلى اللَّه عليه وسلم تلك اللبنة. غير أنه صلى اللَّه عليه وسلم لا يراها كما قال لبِنَةً واحدةً.
وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ويرى في الحائط موضع لبنَتين‏ ، واللّبِنُ من ذهب وفضة. فيرى اللبنتين اللتين‏ تنقص الحائط عنهم وتكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة.
فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين.
فيكمل الحائط.
والسبب الموجِب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة ، وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذ وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي‏ به إِلى الرسول.
فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء .

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4850
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

6. الفص الشيثي Empty رد: 6. الفص الشيثي

مُساهمة من طرف Admin 8/6/2024, 11:06

فإِن كان على حال يستحق العقوبة فيستره عنها، و على حال لا يستحق العقوبة فيستره عن حال يستحق العقوبة فيسمى معصوم ومعتنى به و محفوظ وغير ذلك مما شاكل هذا النوع.
والمعطي هو اللَّه من حيث ما هو خازن لما عنده في خزائنه.
فما يخرجه‏ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ‏ على يدي اسم خاص بذلك الأمر.
«ف أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ‏» على يدي العدل وإِخوانه‏
. وأسماء اللَّه لا تتناهى لأنها تعْلَم بما يكون عنها- وما يكون عنها غير متناهٍ- وإِن كانت ترجع إِلى أصول متناهية هي أمهات الأسماء وحضرات الأسماء .
و على الحقيقة فما ثَمَّ إلا حقيقة واحدة تقبل جميع هذه النِّسَبِ والإضافات التي يكنَّى عنها بالأسماء الإلهية.
والحقيقة تعطي أن يكون لكل اسم يظهر، إِلى مألا يتناهى، حقيقة يتميز بها عن اسم آخر، تلك‏ الحقيقة التي بها يتميز هي الاسم‏ عينه لا ما يقع فيه الاشتراك، كما أن الأعطيات تتميز كل أعطية عن غيرها بشخصيتها، و إِن كانت من أصل واحد، فمعلوم أن هذه ما هي هذه الأخرى، وسبب ذلك تميُّز الأسماء.
فما في الحضرة الإلهية لاتساعها شي‏ء يتكرر أصلًا .
هذا هو الحق الذي يعوَّل عليه. وهذا العلم كان علم شيث عليه السلام، وروحه هو الممد لكل من يتكلم في‏ مثل هذا من الأرواح ما عدا روحَ الخاتم‏ فإِنه لا يأتيه المادة إِلا من اللَّه لا من روح من الأرواح، بل من روحه تكون المادة لجميع الأرواح، وإِن كان لا يَعْقلُ ذلك من نفسه في زمان تركيب جسده العنصري.
فهو من حيث حقيقته ورتبته عالم بذلك كله بعينه، من حيث ما هو جاهل به من جهة تركيبه العنصري.
فهو العالم الجاهل، فيقبل الاتصاف بالأضداد كما قَبِلَ الأصلُ الاتصاف بذلك، كالجليل والجميل‏ ، وكالظاهر والباطن والأول والآخِر وهو عينه ليس‏ غير.
فيعلَم لا يعلم، ويدري لا يدري، ويشهد لا يشهد.
وبهذا العلم سمي شيث لأن معناه هبة اللَّه. فبيده مفتاح العطايا على اختلاف أصنافه ونِسَبِهَا، فإِن اللَّه وهبه لآدم أول ما وهبه: وما وهبه إِلا منه لأن الولد سرُّ أبيه. فمنه خرج و إِليه عاد.
فما أتاه غريب لمن عقل عن اللَّه. وكل عطاء في الكون على هذا المجرى.
فما في أحد من اللَّه شي‏ء، وما في أحد من سوى نفسه شي‏ء وإِن تنوعت عليه الصور.
فإِذا رأيت من يعرف ذلك فاعتمد عليه فذلك هو عين صفاء خلاصة خاصة الخاصة من عموم أهل اللَّه تعالى. فأي صاحب كشف شاهد صورة تلقِي إِليه ما لم يكن عنده من المعارف وتمنحه‏ ما لم يكن قبل ذلك في يده، فتلك الصورة عينه لا غيره.
فمن شجرة نفسه جنى ثمرة علمه، كالصورة الظاهرة منه في مقابلة الجسم الصقيل ليس غيرَه، إِلا أن المحل والحضرة التي رأى فيها صورة نفسه تلقى إِليه تنقلب‏ من وجه بحقيقة تلك الحضرة، كما يظهر الكبير في المرآة الصغيرة صغير والمستطيلة مستطيلًا، والمتحركة متحركاً.
وقد تعطيه‏ انتكاس صورته من حضرة خاصة، وقد تعطيه عينَ‏ ما يظهر منها فتقابل اليمينُ منها اليمينَ من الرائي، وقد يقابل اليمينَ اليسارَ وهو الغالب في المرايا بمنزلة العادة في العموم: وبخرق العادة يقابل اليمينُ اليمينَ ويَظهر الانتكاس.
وهذا كله من أعطيات حقيقة الحضرة المتجلَّى فيها التي أنزلناها منزلة المرايا.
فمن عرف استعداده عرف قبوله، وما كل من عرف قبوله يعرف استعداده إِلا بعد القبول، وإِن كان يعرفه مجملًا.
إِلا أن بعض أهل النظر من أصحاب العقول الضعيفة يرون أن اللَّه، لَمَّا ثبت عندهم أنه فعَّال لما يشاء، جوزوا على اللَّه تعالى ما يناقص الحكمة وما هو الأمر عليه في نفسه.


ولهذا عدل بعض النظار إِلى نفي الإمكان وإِثبات الوجوب‏ بالذات وبالغير.
والمحقق يثبت الإمكان ويعرف حضرته، والممكنَ ما هو الممكن ومن أين هو ممكن وهو بعينه واجب بالغير، ومن أين صح عليه اسم الغير الذي اقتضى له الوجوب.
ولا يعلم هذا التفصيل إِلا العلماء باللَّه خاصة.
وعلى قدم شيث‏ يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني .
وهو حامل أسراره، وليس بعده ولد في هذا النوع. فهو خاتم الأولاد.
وتولد معه أخت له فتخرج قبله ويخرج بعدها يكون‏ رأسه عند رجليها.
ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل‏ بلده.
ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة ويدعوهم إِلى اللَّه فلا يجاب.
فإِذا قبضه اللَّه تعالى وقبض مؤمني زمانه بقي من بقي مثل البهائم لا يحِلُّون حلالً ولا يحرمون حراماً، يتصرفون بحكم الطبيعة شهوة مجردة عن العقل والشرع فعليهم تقوم الساعة.

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4850
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

6. الفص الشيثي Empty رد: 6. الفص الشيثي

مُساهمة من طرف Admin 8/6/2024, 11:11

∆∆ شرح الفص الشيثي ∆∆
(( فص حكمة نفثية في كلمة شيثية ))

محاضرة 23


عن ماذا يتكلم هذا الفص ؟
عن الإيجاد أو ما يسمى ( بالنفث الروحاني ) وهو الوجود المنبسط على الماهيات القابلة له والظاهرة به. ويسمى أيضا بالنفس الرحماني.. وعن الاستعدادات التي تعطى للموجودات.

هل يوجد توضيح أكثر لهذا النفس الرحماني ؟
هو الذي ظهرت به الأسماء الإلهية في الأكوان، وسمي بالنفس دلالة على إعطاءه الحياة لهذه الموجودات.

ما معنى النفث لغة ؟
خروج شيء من شيء 
أو
عطاء شيء من شيء

ما معنى النفث في كلام إبن عربي ؟
هو إلقاء العلوم والمعارف والعطايا الإلهية في نفَس الإنسان الكامل بواسطة الفيض الوجودي بالاسم ( الجواد ) والمنح الوهبية بالاسم ( الوهاب ) .


ما هي أقسام العطايا والمنح الإلهية؟
1. عطايا ذاتية:
 مبدأها من الذات وهي تجليات خاصة من الحق للكمل من الخلق ( الساعين للكمال ) فيحصل لهم الشهود الذاتي الذي هو فوق الأسماء والصفات.
كما حصل للنبي (( وهو بالأفق الأعلى ))


2. عطايا أسمائية:
مبدأها الأسماء الإلهية حيث يحصل للولي شهود من اسم إلهي بحسب قابليته ومقامه.

أو

1. عطايا عامة
(( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ))
(( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ))


2. عطايا خاصة لمن كمل في مقام الإنسانية.
(( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ))
العطايا الخاصة بالأنبياء مثلا العصى أو إحياء الموتى.


من يستطيع تمييز هذه العطايا والمنح؟
هم أهل الذوق.


ما معنى الذوق ؟
1. القيصري: ما يجده العالِم على سبيل الوجدان والكشف.
(( ليذيقكم من رحمته )) .

2. ابن عربي: هو التجلي الحاصل للمؤمن بعد إكماله شرائط الإيمان وهي ( التوكل، التفويض، الرضا، التسليم ).

3. معرفة دقيقة نتيجة التجربة و الاختبار القليل.

من هو المعطي لهذه العطايا والمنح؟
لكل نبي أو شخص رب يربيه هو المسؤول عن هذه العطايا وغالبا يكون هذا الرب تابعا لاسم إلهي أو حيثية خارجية

مريم (( أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ))
عيسى (( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة ))
موسى (( اذهب أنت وربك فقاتلا ))
محمد (( وقل رب زدني علما ))


محاضرة 24

كيف تمنح هذه العطايا ؟
1. عبر السؤال بلسان المقام عبر الأدعية.

2. عبر السؤال بلسان الحال.
كدعاء الفقير أو المريض.

3. عبر الاستعداد وتهيأة الظروف لتلقي المعارف والعلوم.


ما هي أصناف السائلين ؟
1. السائلين العجولين (( وخلق الإنسان عجولا )) (( إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ))

2. السائلين امتثالا لقوله تعالى (( ادعوني استجب لكم ))


ما هي فائدة حصول العطايا الإلهية ؟
الكشف عن قوة استعداد الشخص، فمثلا يعطيه ربه الأموال لكشف استعداد تحققه بصفة الكريم، فينظر هل لديه الاستعداد لانفاقها في سبيل الله فيتحقق بالصفة الإلهية الكرم؟ أم لا ؟

 محاضرة 25


هل توجد أهمية للسؤال في أوقات معينة ؟
بالتأكيد توجد أهمية كبرى وتتوقف الاستجابة في أوقات كثيرة على الدعاء والسؤال في الوقت المناسب.


 وقد أشار القرآن الكريم لذلك، فالمقام المحمود لا يكون إلا بقيام الليل (( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) وحالات الكشف والعروج تكون في وقت الليل (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا )) ، والقدر يقدر في الليل (( إنا أنزلناهوفي ليلة القدر ))  وأفضل وقت للاستغفار هو وقت السحر (( وبالأسحار هم يستغفرون )) ووقت التسبيح (( فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ))


(( كل شيء عنده بمقدار )) فلماذا نسأل والله أعلم بحال الإنسان وكل شيء قد تم تقديره له؟
الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما، وتوجد أمثلة قرآنية كثيرة للأنبياء الكمل وقد دعوا فيها الله كقول زكريا عليه السلام (( ربي لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين )) وقول أيوب (( إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )) وإن كان دعاء هؤلاء الأنبياء لا يكون إلا بأمر إلهي في وقت مناسب..


ما المقصود بسر القدر؟
هو علم الله بالأعيان وإمكانياتها واستعداداتها و أحوالها وما سيصدر منها في المستقبل قبل الإيجاد " وعلم بما كان قبل أن يكون " .


المحاضرة 27

وسر القدر هذا ينكشف /

إما كشفا إجماليا كمعرفة أنه سيظهر في آخر الزمان السفياني واليماني والخراساني. ويحصل هذا عن طريق الأخبار والكتب والروايات..

وإما كشفا تفصيليا للولي بإعلام الله إياه عن طريق الوحي أو الرمز أو الإشارة في وجوده العيني أو بإعلام عينه الثابتة له في وجوده العلمي قبل وجوده العيني.


مثل قول يوسف للسجينين (( قضي الأمر الذي فيه تستفيان )) وكقول عيسى (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي )) وفي قصة مريم (( وكان أمرا مقضيا ))


المحاضرة 28

في قوله تعالى (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) وفي قوله تعالى (( الآن علم الله أن فيكم ضعفا ))

يوجد علم ثابت ويوجد علم متغير ( متجدد ) 
(( يمحي الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ))

العلم الثابت هو العلم الموجود في أم الكتاب في اللوح المحفوظ.

والعلم المتغير هو الصور المتقلبة في الوجود الخارجي.

قوله تعالى حتى نعلم أي حتى يتحقق ما هو موجود في علمه الذاتي.


المحاضرة 29

ما هو مصدر العطايا والمنح الذاتية ؟
مصدرها التجلي الإلهي للاسم الجامع ( الله ).

الاسم الجامع تنطوي تحته كل أسماء الله الحسنى التي لا يبلغها الاحصاء ومنها ال 99 اسم المشهورة.

للاسم الجامع ( الله ) عدده في الأبجدية 66 و 6+6 تساوي 12 أي أن حقيقة هذا الاسم إثنا عشرية (( فانبجست منها اثنتا عشرة عينا )) أي 12 مقام استطاع تفجيرها بواسطة العصا.


لا إله إلا الله = 12 حرف كلها حروف الجلالة ( ا ل ل ه )


والتجلي هو ظهور الشيء من المحل الأول للثاني بدون أن يفقد المحل الأول. (( فلما تجلى ربه للجبل ))

بخلاف التجافي الذي هو انتقال من المحل الأول للمحل الثاني. (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )) 

ومثال التجلي هو العلم الموجود في ذاتك عندما تقوم بشرحه للآخرين ينتقل هذا العلم لهم ولكن من دون أن يزول العلم من ذاتك.

ومثال التجافي حينما تقوم بإعطاء تفاحة لصديقك فإن التفاحة تنتقل لملكيته وتفقدها انت.


هل يمكن لأي شخص أن يتجلى له الله ؟
كلا، فالتجلي لا يكون إلا لمن له الاستعداد والقابلية لتلقي التجلي والنور الإلهي. (( كل شيء عنده بمقدار ))


والتجلي الإلهي يكون للعبد بصورة العبد وعلى قدر استعداده فقط.

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4850
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

6. الفص الشيثي Empty رد: 6. الفص الشيثي

مُساهمة من طرف Admin 9/6/2024, 17:31

محاضرة 30

لماذا شبه الشيخ الأكبر العطايا كالمرآة في الشاهد ؟
لأنك إذا نظرت للمرآة لا تلتفت لها بل تلتفت لصورتك المنطبعة عليها، كذلك التجلي الإلهي لا يمكنك إدراكه والإلتفات إليه بل إنك ترى الصورة المنعكسة لنفسك التي ظهرت لك على قدر استعدادك.

مثال: إذا تخلق وتحقق كميل مثلا باسم ( الملك ) فإنه يتصور أن الحق فقط هذا الاسم الذي تجلى له ، ويغفل عن حقيقة بقية الأسماء.. فيصبح بنفسه حاجب يحجبه عن حقيقة الحق.

فالحق مستتر وراء حجاب استعداد العبد.


محاضرة 31

هل يوجد ما هو أعلى من رؤية التجلي الذاتي؟
لا يوجد، فهو غاية آمال العارفين، ولا يوجد بعده شيء أرقى فتطمع له.. فالتجلي الذاتي هو مرآتك لرؤية نفسك وحقيقة عينك الثابتة.. وأنت مرآة الحق التي يرى بها أسماءه وظهور أحكامها وأثرها.

ما هو السبيل للوصول والحصول على التجلي الذاتي ؟
السبيل الوحيد لهذا العلم هو خاتم الرسل وخاتم الأولياء

كل الأنبياء الذين وصلوا لهذه المرتبة إنما وصلوا لها بفضل مشكاة الرسول الخاتم ، وكل الأولياء الذين وصلوا لهذه المرتبة إنما وصلوا من مشكاة الولي الخاتم.

النبوة ظاهر وهي منقطعة لأنها مقيدة بزمان ومكان.
والولاية باطن وهي غير منقطعة وغير مقيدة.

الله وصف نفسه بالولي (( وهو الولي الحميد )) ولم يصف نفسه بالنبوة أو الرسول.

المقصود بالمشكاة ( المرتبة ) و هي بالتحديد نور النبي " أول ما خلق الله نوري " وهي نفسها المسماة بالتعين الأول أو الحقيقة المحمدية الجامعة لحقائق الأشياء.


محاضرة 32

خاتم الأنبياء هو النبي محمد صلى الله عليه وآله فمن هو الولي الخاتم ؟
تعددت الآراء حول ذلك حيث قال البعض أن الولي المطلق هو عيسى عليه السلام و الولي الخاتم هو ابن عربي، والأصح حسب ما يذكر السيد حيدر الآملي أن الولي المطلق هو الإمام علي عليه السلام والولي المقيد هو الإمام المهدي .

يقول الجندي" علي عليه السلام هو آدم الأولياء " 


أيهما أفضل النبوة أم الإمامة؟ وهل الأنبياء أولياء؟ وهل مقام الولاية يتحصل لأي إنسان بالعمل والعبادة؟
يقول السيد حيدر الآملي: " لما كانت الولاية أكبر حيطة من النبوة، وباطنا لها شملت الأنبياء والأولياء، فالأنبياء هم أولياء فانين في الحق باقين به منيبين عن الغيب وأسراره بحسب اقتضاء الاسم الذي أنباؤه وإظهاره في كل حين منه وهذا المقام أيضا اختصاص إلهي غير كسبي، بل جميع المقامات اختصاصيّة عطائيّة غير كسبيّة، حاصلة للعين الثابتة من الفيض الأقدس وظهوره بالتدريج، بحصول شرائطه وأسبابه، يوهم المحجوب فيظنّ أنّه كسبىّ بالتعمّل، وليس كذلك في الحقيقة. " 

ماذا يقصد الشيخ الأكبر من قوله " وإن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع ، فذلك لا يقدح في مقامه " ؟
المقصود أن الشريعة التي جاء بها النبي محمد هي الشريعة الباقية إلى يوم القيامة وهي التي يسير عليها الولي الخاتم والأئمة الهادين المهديين " حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة".

أما من ناحية الحقائق والمعارف فإن جميع الأنبياء من آدم حتى عيسى وجميع الأوصياء والأولياء تابعين للولي الخاتم ( الذي نعتقد أنه المهدي عليه السلام ).

وهذا لا يعني الإستنقاص للأنبياء أبدا، بل إن المقام اقتضى ذلك، وفي القرآن الكريم ورد مثال لاتباع أحد الأنبياء لأحد الأولياء وهو نبينا موسى عليه السلام واتباعه للخضر (( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا )) 

وقد دلت الأخبار أنه في آخر الزمان سوف يصلي النبي عيسى عليه السلام خلف الولي الخاتم المهدي عليه السلام.


المحاضرة 33
-
المحاضرة 34

قلت إن خاتم الأولياء يتبع شرع خاتم الرسل .. فما هي التبعية أو المتابعة ؟

مقام التبعية ضروري للوصول لله تعالى وللعلم الإلهي (( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا )) وإن أردت أن يحببك الله فلا بد لك من اتباع خاتم الرسل (( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) 

والمتابعة أو التبعية على 3 أقسام:
1. التبعية في الشريعة وهي الأحكام الشرعية الحلال والحرام.
2. التبعية في الطريقة وهي المنهج والطقوس.
3. التبعية في الحقيقة وهي الاتصاف بصفاته.


كيف يقول الشيخ الأكبر أن كل نبي يأخذ من مشكاة خاتم الأنبياء وهو لم يولد بعد؟
المقصود بمشكاة النبي هو حقيقته الباطنية ووجوده النوراني الموجود قبل وجود أعيان الأنبياء وهي أول ما خلق الله.


 والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وآله " أول ما خلق الله نوري" وقوله " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين " .

هل يوجد دليل على أن كل ولي أيضا يأخذ من خاتم الأولياء المطلق علي ابن أبي طالب؟
نعم، ذكر الشيخ ابن عربي في الفتوحات المكية " ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء، ويسمونه أصحاب الأفكار الهيولى الكلي والعالم كله فيه بالقوة والصلاحية، فقبل منه كل شئ في ذلك الهباء على حسب قوته واستعداده، كما يقبل زوايا البيت نور السراج، وعلى قدر قربه من ذلك النور يشتد ضوؤه وقبوله، قال الله تعالى (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) فشبه نوره بالمصباح، فلم يكن أقرب إليه قبولا في ذلك الهباء إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وآله وسلم المسماة بالعقل الأول، فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود، فكان ظهوره من ذلك النور الإلهي ومن الهباء ومن الحقيقة الكلية، وفي الهباء وجد عينه وعين العالم من تجليه، وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب إمام العالم بأسره والجامع لأسرار الأنبياء أجمعين. "


المحاضرة 35


السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

السؤال ؟
الجواب

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4850
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى