أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا ليس لدينا صحيح

اذهب الى الأسفل

لماذا ليس لدينا صحيح Empty لماذا ليس لدينا صحيح

مُساهمة من طرف Admin 11/1/2021, 12:21

قد مللنا من تكرار جواب هذا السؤال في المنتديات ، ويظهر أنّ القوم – بهذا الالحاح- يريدون إخفاء شيئا خطيراً في تراثهم السقيم ، لذلكم ارتأينا أن نعاود الإجابة عليه بالنظر الى ذلك الشيء الخطير ، وهو ما يسعى حشويو أهل السنّة من بني وهبان إخفاءه ؛ وأيّاً كان فقد رأيت في هذا المنتدى الطيب مشاركة لأحد الزملاء اسمه النفيس تحت عنوان : لماذا ليس للشيعة كتاب صحيح للأحاديث . فأفردت هذا المشاركة .



وأيّاً كان : فالمبغوضية الشرعية ، والتي قد تصل إلى حد الحرمة ، هو ما حدا بعلمائنا قدس الله اسرارهم ؛ لأن لا يفعلوا كما فعل أهل السنة في هذا الشأن ؛ فلقد ذكر علمائنا رضوان الله عليهم : أنّ ما فعله سلف أهل السنة ، بدعة باطلة مبغوضة قد تكون في بعض الفروض محرّمة ؛ لمجموع (بما هو مجموع) عدة أمور نسرد بعضها بعجالة ، معتمدين على أقوال الإمام السني الكبير أبي زرعة ، كالآتي :

الأول : لم يفعله الصحابة والتابعون وأتباعهم ، سواء أكانوا سنة أم شيعة أم خوارج ، بل هو بدعة مـتأخرة مذمومة ؛ إذ لم يأمر به النبي ولا أهل البيت عليه السلام ، بلى قد أمرونا أن نجمع الأحاديث وأن ندونها في كتب وأصول وأجزاء ؛ ليجتهد فيها العلماء الصالحون ، فقط لا غير ؛ بل قد أثر عن السلف أنّ هذا مذموماً عندهم ؛ يشهد لذلك ما ورد (في تهذيب الكمال للإمام المزي 1 : 419 ) عن أبي زرعة أنّه لما عرض عليه صحيح مسلم ذمّ من وضع هذا الكتاب وأنّبّه .

الثاني : التغرير بأمّة محمّد صلى الله عليه وآله ، والتغرير مبغوض ، بل قد يحرم إذا جرّ إلى اعتقاد المسلمين بأنّ الصحيح هو هذا وما عداه ليس كذلك ، وتغرير الأمّة بهذه المرتبة محرم إجماعاً .
وخير دليل على ذلك ما قاله الإمام أبو زرعة في ذلك ؛ فلقد أخرج المزي (في تهذيب الكمال 1 : 419 ) عن أبي زرعة الرازي قال : ويطرق لأهل البدع علينا ، فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم ليس هذا في كتاب الصحيح .



أقول –أنا الهاد- : ما أشدّ فراستك يا أبا زرعة وما أعظم نباهتك ، فبنو وهبان اليوم إذا أتيتهم بحديث صحيح لا يشتهونه ، يقولون هذا ليس في الصحيحين البخاري أو مسلم ، بل بعضهم وهو جاهل بوال على عقبيه ، يرد على مثل إمامه الألباني في كثير من أحاديث النبي الصحيحة تحت تلك المزعمة ، فهل هناك جرأة أكبر من ذلك ؟!.والله ربنا المستعان على ما يصفون .


الثالث : ضياع تراث النبوة ؛ فيلزم الرجوع إلى ما يزعم أنه صحيح إلغاء ما هو أجود إسناداً ومتنا من أحاديث النبي ، وهذا عمل محرم أو مذموم على أقل التقادير .
يدلّ على ذلك ما لا يحصى من الأحاديث التي هي على شرط الشيخين ، والتي اجتهد (فأخطأ ) البخاري ومسلم ومن على شاكلتهما فلم يخرجوها في جامعيهما ، ومردّ هذا إلى الأمر الثاني ، التغرير ، كما بينا أعلاه .


الرابع : لزوم الكذب أو التدليس أو الجهل ؛ وعلى سبيل المثال فالبخاري يذكر بأنّ أحاديث جامعه الصحيح كلها صحيحة ، في حين جاء من بعده من العلماء- كالإمام الدراقطني في كتابه الالزامات وغيره في غيره - فألزموه بكثير من الأحاديث الساقطة ، وهذا إما كذب من البخاري أو تدليس أو جهل ، وكل واحدة من هذه الأمور أطم من الأخرى .

الخامس :لم يكن عمل البخاري ومسلم في جمع الصحيح ، وكذلك من كان على منوالهما ، لله سبحانه وتعالى ولا رسوله صلى الله عليه واله ، بل للرياسة وحبّ الدنيا ؛ قال أبو زرعة : هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه ، فعملوا شيئا يتسوقون به ، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ، ليقيموا لانفسهم رياسة قبل وقتها.

السادس : يؤدي هذا العمل المذموم إلى التقليد الأعمى ؛ وتاريخ حشوية أهل السنة ، ابن تيمية وأتباعه كعثمان الخميس والدمشقية ، خير شاهد على ذلك ، ولا يخفى أنّ هذا عمل محرم ؛ لقوله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ .على أنّه يسد باب الاجتهاد ، وهو أشدّ حرمة من سابقه لاستلزامه ضياع الدين .

هذا ما تسنى لنا الآن ، وهو –شرعاً- ما حدا بعلمائنا قدس الله أسرارهم لأن لا يفعلوا ما هو مذموم في الشرع ، بل أجمعوا على عدم مرجعية شيء من الحديث وأن باب الاجتهاد مفتوح لكل جامع للشرائط من العلماء ، أما أهل السنة فقد وقعوا فيما هو مردد بين المحرم والمذموم على ما بينا أعلاه .

النتيجة : أنّ جمع أهل السنّة الحديث في كتاب واحد ، هو -شرعاً - بدعة مرددة بين الذم والحرمة ، بل قد وقعوا في الحرمة كما بينا أعلاه .

ملاحظة : نص أبي زرعة الكامل كالآتي :

قال الإمام المزي (في تهذيب الكمال 1 : 419) ما نصه :
أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني الحافظ ، أخبرنا أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين الانماطي البيع ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال الكندي : وأخبرنا أبو الحسن بن صرما قراءة عليه عَن أبي بكر الحافظ إذنا ، أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حَدَّثَنَا أبو الحسين يعقوب بن موسى الاردبيلي ، حَدَّثَنَا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي ، حَدَّثَنَا سَعِيد بن عَمْرو البرذعي ، قال : شهذت أبا زرعة يعني الرازي ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ، ثمّ الفضل الصائغ على مثاله ؟!!.
فقال لي أبو زُرْعَة : هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه ، فعملوا شيئا يتسوقون به ، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ، ليقيموا لانفسهم رياسة قبل وقتها . وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم ، فجعل ينظر فيه ، فإذا حديث عن أسباط بن نصر ، فقال أبو زُرْعَة : ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر؟!. ثم رأى في كتابه قطن بن نسير ، فقال لي : وهذا أطم من الاول ، قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس ، ثم نظر فقال : يروي عن أحمد بن عيسى المِصْرِي في كتابه"الصحيح"! قال لي أبو زُرْعَة : ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى وأشار أبو زُرْعَة إلى لسانه كأنه يقول : الكذب ، ثم قال لي : يحدث عن أمثال هؤلاء ويترك محمد بن عجلان ونظراءه ويطرق لأهل البدع علينا ، فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم ليس هذا في كتاب الصحيح ، ورأيته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه.انتهى بحروفه .
الهاد

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4761
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى