أسماء الحقيقة الواحدة وخصائصها

■ أسماء الحقيقة اللامتناهية :




الوجود الواحد الشخصي أو الحقيقة الواحدة مع ما لها من الظهور والبطون لا اسم عرفاني لها، وإنما يشار إليها لفظيا ب ( الحق، الوجود، هو ، الهوية الغيبية، مرتبة اللاتعين ).




1. الحق:
ويعني: الوجود في الاعيان مطلقا/وقد يعني الوجود الدائم/ وقد يعنى الواجب لذاته.




(( ويعلمون بأن الله هو الحق المبين ))
(( فماذا بعد الحق إلا الضلال ))
(( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ))




2. هو:
اعلم انه ليس بين الحروف البسيطة التي يشار بها إلى غيب الذات حرف أحق من حرف الهاء للإشارة إليه.




(( قل هو الله أحد ))
(( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))






3. الوجود:
وهو من باب التعبير بأخص الأوصاف، فلا يوجد لفظ يدل على الشمول أفضل من لفظ " الوجود " الذي يشمل حتى مفهوم العدم.




.............................




■ الصفات السلبية التي تسلب عن هذه الحقيقة:


الوجود من حيث هو هو ليس هو الوجود الخارجي وليس هو الوجود الذهني وليس هو كلي وليس هو جزئي وليس هو عام وليس هو خاص وليس هو جوهر وليس هو عرض....الوجود واحد لا شريك له ولا ثاني له ولا ضد له ولا مثل له ولا ند له .




□ توضيحه:
1. ينقسم الوجود إلى وجود عيني ووجود علمي، والوجود العيني ينقسم لخارجي وذهني، بينما الوجود العلمي يكون في الصقع الربوبي،، الحقيقة الواحدة ( الوجود ) ليست هي الوجود الخارجي ولا الذهني، بل إن الوجود الخارجي والذهني شأن من شؤونها.. كالنفس الإنسانية فليست هي العقل وليست هي قوى الشهوة وإنما العقل والشهوة شأن من شؤونها..




2. موضوع علم الفلسفة هو الوجود المطلق الذي يقابله الوجود المقيد، أما موضوع علم العرفان فهو الوجود المطلق الذي يشمل ( المطلق والمقيد ).




3. عندما نقول الوجود واحد ليس المراد من الوحدة هنا الوحدة الزائدة عن الذات التي يقع في مقابلها الكثير.. بل وحدة تكون عين الذات..




4. الوجود الحق ليس بجوهر ولا عرض بل أن بعض شؤونه تتصف بأنها جوهر أو عرض... أما سبب عدم كونه جوهرا، فلأن الجوهر: ماهية إذا وجدت في الخارج كانت موجودة لا في موضوع.. والوجود ليس ماهية، وليست جميع شؤونه في الخارج، فهو أعم من الخارج، والوجود ليس موجودا بمعنى شيء ثبت له الوجود بل موجود بنفس ذاته..... وأما سبب عدم كونه عرضا، فلأن العرض: عبارة عن ما هو موجود في موضوع... والوجود ليس موجودا بمعنى شيء ثبت له الوجود بل موجود بنفس ذاته.


----




5. حقيقة الوجود ليست أمرا اعتباريا.




6. الوجود الواحد الشخصي الوجود واحد لا شريك له ولا ثاني له ولا ضد له ولا مثل له ولا ند له.
- لأن الضد يحتاج أن يكون في قباله وجود آخر.. والوجود الواحد الشخصي ليس في قباله شيء.
- و المثلية يلزمها تعدد الوجود، والوجود واحد ليس متعددا.
- و لنفس السبب ليس له شريك ولا ثاني ولا ند.




- الوجود الواحد الشخصي له نقيض و هو العدم المطلق و لكن يستحيل أن يجتمعان.
- الوجود الواحد الشخصي له شؤون وكثرات نفس أمرية.
- هذه الشؤون يوجد بينها تضاد، تجتمع كلها في الوجود الواحد الشخصي لذلك يطلق عليه الجامع بين الضدين والجامع بين النقيضين.



7. الوجود الواحد الشخصي لا يقبل الانقسام والتجزئ فلا جنس له ولا فصل له، فلا حد له فلا برهان له... إذن لا علم حصولي به




■ الصفات الثبوتية لهذه الحقيقة:


1. الوجود أعم الأشياء باعتبار عمومه وإنبساطه على جميع الأشياء، فلا يخرج عنه شيء، ولا يقع في قباله شيء، ويشمل حتى مفهوم العدم.
- الفلاسفة يثبتون أن هناك وجودا آخر في مقابل الحق وهو معلول له، أما العرفاء فلا يرون إلا وجود واحد يعرض على جميع الأشياء.




2. الوجود أظهر من كل شيء تحققا، وأخفى من كل شيء ماهية وحقيقة.
- أظهر من كل شيء ليس في المفهوم بل في التحقق والمصداق حتى عد من البديهيات والضروريات.
- وأخفى من كل شيء لأنه لا يدرك كنه الحق أحد ، قال رسول الله ( ما عرفناك حق معرفتك ).




3. لا يتحقق شيء في العقل أو في الخارج إلا به.
- الخارجية والذهنية مرتبته من مراتبه.
- محيط بجميع الأشياء، وكل شيء متقوم به، بل هو عين الأشياء.
- نسبة الأشياء إليه كنسبة الصورة المرآتية إلى صاحب الصورة، أو كنسبة الظل إلى الشاخص..
- الصورة المرآتية والظل ليست أمور وهمية، بل عدم ولكن عدم يري الغير.
- الحق هو الذي يتجلى في مراتبه ويظهر بصور تلك المراتب وحقائقها.
- المراتب لها ظهور في العين ولها ظهور في العلم.
- عندما يكون الظهور في العين ( المظاهر الخلقية ) يسمى : ماهية.
- عندما يكون الظهور في العلم ( الصقع الربوبي ) يسمى : العين الثابتة.
- لا توجد واسطة بين الوجود والعدم.