أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معرفة الله بخلقة الحيوان

اذهب الى الأسفل

معرفة الله بخلقة الحيوان Empty معرفة الله بخلقة الحيوان

مُساهمة من طرف Admin 6/5/2019, 10:31

(وفى خلقكم وما يبث من دآبة ءايت لقوم يوقنون).

(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون).

(أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينآ أنعما فهم لها ملكون * وذللنها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منفع ومشارب أفلا يشكرون).

(وإن لكم في الانعم لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منفع كثيرة ومنها تأكلون * وعليها وعلى الفلك تحملون).

(وجعل لكم من الفلك والانعم ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه).


الإمام علي (عليه السلام): لو فكروا في عظيم القدرة، وجسيم النعمة، لرجعوا إلى الطريق، وخافوا عذاب الحريق، ولكن القلوب عليلة، والبصائر مدخولة.
ألا ينظرون إلى صغير ما خلق، كيف أحكم خلقه، وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوى له العظم والبشر؟!
أنظروا إلى النملة في صغر جثتها، ولطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر (النظر)، ولا بمستدرك الفكر، كيف دبت على أرضها، وصبت (ضنت) على رزقها، تنقل الحبة إلى جحرها، وتعدها في مستقرها، تجمع في حرها لبردها، وفي وردها لصدرها، مكفول برزقها، مرزوقة بوفقها، لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديان، ولو في الصفا اليابس، والحجر الجامس!
ولو فكرت في مجاري أكلها، في علوها وسفلها، وما في الجوف من
شراسيف بطنها، وما في الرأس من عينها وأذنها، لقضيت من خلقها عجبا، ولقيت من وصفها تعبا! فتعالى الذي أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه على خلقها قادر. ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته، ما دلتك الدلالة إلا على أن فاطر النملة هو فاطر النخلة (النحلة)؛ لدقيق تفصيل كل شيء، وغامض اختلاف كل حي (شيء)، وما الجليل واللطيف والثقيل والخفيف والقوي والضعيف في خلقه إلا سواء....
فالويل لمن أنكر المقدر وجحد المدبر! زعموا أنهم كالنبات مالهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع، ولم يلجؤوا إلى حجة فيما ادعوا، ولا تحقيق لما أوعوا؛ وهل يكون بناء من غير بان، أو جناية من غير جان؟!
وإن شئت قلت في الجرادة، إذ خلق لها عينين حمراوين، وأمرج لها حدقتين قمراوين، وجعل لها السمع الخفي، وفتح لها الفم السوي، وجعل لها الحس القوي، ونابين بهما تقرض، ومنجلين بهما تقبض.
يرهبها الزراع في زرعهم، ولا يستطيعون ذبها ولو أجلبوا بجمعهم، حتى ترد الحرث في نزواتها، وتقضي منه شهواتها، وخلقها كله لا يكون إصبعا مستدقة.
فتبارك الله الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها، ويغفر له خدا ووجها، ويلقي إليه بالطاعة سلما وضعفا، ويعطي له القياد رهبة وخوفا، فالطير مسخرة لأمره، أحصى عدد الريش منها والنفس، وأرسى قوائمها على الندى واليبس، وقدر أقواتها، وأحصى أجناسها؛ فهذا غراب وهذا عقاب، وهذا حمام وهذا نعام، دعا كل طائر باسمه، وكفل له برزقه.



عدل سابقا من قبل Admin في 6/5/2019, 11:05 عدل 1 مرات

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معرفة الله بخلقة الحيوان Empty رد: معرفة الله بخلقة الحيوان

مُساهمة من طرف Admin 6/5/2019, 11:04

تأملات في خلقة الحيوان/
1. أنواع الحيوان إن القرآن الكريم قد ذكر الدليل على معرفة الله سبحانه من خلال تنوع الحيوانات في أربعة مواضع، وهي: قوله تعالى: (ومن آياته خلق السموت والأرض وما بث فيهما من دآبة) وقوله تعالى: (وفي خلقكم وما يبث من دآبة ءايت لقوم يوقنون) وقوله تعالى: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دآبة) وقوله تعالى: (إن في خلق السموت والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من مآء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لأيات لقوم يعقلون)

2. حكمة صغر الحشرات يقول العالم الرومي " بيني ": إذا كان للزنبور هيبة العقاب وللخنفساء قوة الأسد، فإن عالمنا سيكون سوقا للفوضى! لكن الحكمة البالغة لخالق العالم جعلت كل شيء متناسبا مع النظام العام السائد على العالم، قال تعالى: (إنا كل شئ خلقنه بقدر).

3. ميزات كل حيوان إن أحد الدلائل الإلهية الكبرى في خلق الحيوانات هو أن لكل نوع منها ميزات معينة تنطبق على ظروف حياته، ولو فقدت تلك ميزات فلا يمكنها إدامة الحياة، والاستدلال بهذا البرهان كان واحدا من أدلة نبي الله موسى (عليه السلام) لأجل إثبات التوحيد لفرعون حينما قال فرعون له ولأخيه هارون: (فمن ربكما يموسى) فقال موسى مجيبا: (ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه) .
أي: أن لكل شيء في نظام الخلق ميزات متعلقة به تنطبق على حاجاته، وهذا التوافق دليل واضح على أن الخالق الحكيم القادر هو المدبر لعالم الوجود.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في بيانه للميزات التي تحتاج إليها الطيور مشيرا إلى هذه الحكمة المهمة في نظام الخلق:
" فجعل كل شيء من خلقه مشاكلا للأمر الذي قدر أن يكون عليه "
.
4. الشعور الفطري للحيوانات يقول " كرسي موريسن " في أدلته السبعة على إثبات وجود الله تعالى:
إن دليلي الثالث هو سلوك الحيوانات الذي يقودنا بكل صراحة إلى وجود الخالق الرحيم، الله الذي وهب لها الشعور الفطري، ولو كانت محرومة من مثل هذا الشعور لما استطاعت أداء أي دور .
إن الاستدلال بالشعور الفطري كان الدليل الثاني لنبي الله موسى (عليه السلام) على إثبات التوحيد لفرعون: (ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى).

5. دور الحيوانات في حياة الإنسان تعرض القرآن الكريم إلى ذكر دور الحيوانات في حياة الإنسان في آيات عديدة، ويعتبر ذلك من أدلة التوحيد، لأنه يحكي عن إحاطة علم الخالق بحاجات الإنسان وضمانها له، قال تعالى: (وأوحى ربك إلى النحل).


Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى