أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توحيد الصفات

اذهب الى الأسفل

توحيد الصفات Empty توحيد الصفات

مُساهمة من طرف Admin 11/5/2019, 23:31

إن التوحيد الوصفي يعني نفي الصفات الزائدة عن الذات الإلهية، وهذا المطلب يلازم التوحيد الذاتي؛ إذ على أساس التوحيد الذاتي أن الله تعالى غير مركب من أجزاء، وقبول الصفات الزائدة على الذات يستلزم أن الله تعالى مركب من الذات والصفات.

والتوحيد الوصفي يتعلق بصفات الذات لا صفات الفعل، وبعبارة أخرى: إن صفات الذات كالعلم والقدرة هي عين ذاته تعالى، أما صفات الفعل كالإرادة والكلام فهي من أفعاله تعالى وهي حادثة.
لقد اعتبر بعض المحققين التوحيد الوصفي بمعنى توحيد الله سبحانه في الصفات الكمالية، وهذا الرأي مفاد بعض الأحاديث، مثل: " كل عزيز غيره ذليل، وكل قوى غيره ضعيف، وكل مالك غيره مملوك... ".


صفاته عين ذاته //
الإمام علي (عليه السلام): أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي التشبيه عنه، جل عن أن تحله الصفات؛ لشهادة العقول أن كل من حلته الصفات مصنوع، وشهادة العقول أنه - جل جلاله - صانع ليس بمصنوع.
بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالنظر تثبت حجته. جعل الخلق دليلا عليه، فكشف به عن ربوبيته. هو الواحد الفرد في أزليته، لا شريك له في إلهيته، ولا ند له في ربوبيته، بمضادته بين الأشياء المتضادة علم أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور المقترنة علم أن لا قرين له.

الإمام الباقر (عليه السلام): إن ربي - تبارك وتعالى - كان ولم يزل حيا بلا كيف، ولم يكن له كان ولا كان لكونه كون كيف، ولا كان له أين، ولا كان في شيء ولا كان على شيء، ولا ابتدع لمكانه مكانا ولا قوي بعدما كون الأشياء، ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا، ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا، ولا يشبه شيئا مذكورا، ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه، لم يزل حيا بلا حياة وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا بعد إنشائه للكون.
فليس لكونه كيف ولا له أين ولا له حد، ولا يعرف بشيء يشبهه ولا يهرم لطول البقاء، ولا يصعق لشيء، بل لخوفه تصعق الأشياء كلها، كان حيا بلا حياة حادثة، ولا كون موصوف ولا كيف محدود ولا أين موقوف عليه، ولا مكان جاور شيئا، بل حي يعرف وملك لم يزل له القدرة والملك، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته، لا يحد ولا يبعض ولا يفنى، كان أولا بلا كيف ويكون آخرا بلا أين، وكل شيء هالك إلا وجهه، له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.

الإمام الباقر (عليه السلام) - في صفة القديم -: إنه واحد، صمد، أحدي المعنى، ليس بمعان كثيرة مختلفة.
قال: قلت: - جعلت فداك - يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع!
قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا؛ تعالى الله عن ذلك، إنه سميع بصير، يسمع بما يبصر، ويبصر بما يسمع.
قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه.
قال: فقال: تعالى الله! إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق، وليس الله كذلك.

الإمام الصادق (عليه السلام): ربنا نوري الذات، حي الذات، عالم الذات، صمدي الذات.

عنه (عليه السلام) - لزنديق حين سأله: أتقول: إنه سميع بصير؟ -: هو سميع بصير، سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، وليس قولي: " إنه سميع بنفسه " أنه شيء والنفس شيء آخر، ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا، وإفهاما لك إذ كنت سائلا، فأقول: يسمع بكله لا أن كله له بعض؛ لان الكل لنا (له) بعض، ولكن أردت إفهامك والتعبير عن نفسي، وليس مرجعي في ذلك كله إلا أنه السميع البصير، العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف معنى.

عن أبان بن عثمان الأحمر: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام):
أخبرني عن الله - تبارك وتعالى - لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا.
قال: نعم.
قلت له: إن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت، يقول: إن الله - تبارك وتعالى - لم يزل سميعا بسمع، وبصيرا ببصر، وعليما بعلم، وقادرا بقدرة!
فغضب (عليه السلام) ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك وليس من ولايتنا على شيء، إن الله - تبارك وتعالى - ذات علامة سميعة بصيرة قادرة.

الإمام الكاظم (عليه السلام): أول الديانة به معرفته، وكمال معرفته توحيده، وكمال توحيده نفي الصفات عنه؛ بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنه غير الصفة، وشهادتهما جميعا بالتثنية الممتنع منه الأزل.

الإمام الرضا (عليه السلام): أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفي الصفات عنه؛ لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث.

عن الحسين بن خالد: سمعت الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) يقول:
لم يزل الله - تبارك وتعالى - عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا.
فقلت له: يا بن رسول الله، إن قوما يقولون: إنه عز وجل لم يزل عالما بعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر.
فقال (عليه السلام): من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى، وليس من ولايتنا على شيء.
ثم قال (عليه السلام): لم يزل الله عز وجل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى