أذكار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسماؤه تعبير

اذهب الى الأسفل

أسماؤه تعبير  Empty أسماؤه تعبير

مُساهمة من طرف Admin 12/5/2019, 12:17

الإمام الرضا (عليه السلام) - من كلامه في التوحيد -: أسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة.

الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سئل عن الاسم ما هو؟ قال -: صفة لموصوف.

الإمام علي (عليه السلام) - في دعاء علمه نوف البكالي -: فأسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك فوحدوك وعرفوك فعبدوك بحقيقتك أن تعرفني نفسك؛ لأقر لك بربوبيتك على حقيقة الإيمان بك، ولا تجعلني يا إلهي ممن يعبد الاسم دون المعنى، والحظني بلحظة من لحظاتك تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة ومعرفة أوليائك، إنك على كل شيء قدير.

الكافي عن عبد الرحمن بن أبي نجران: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) - أو قلت له -:
جعلني الله فداك! نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟
قال: فقال: إن من عبد الاسم دون المسمى بالأسماء أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل اعبد الله الواحد الأحد الصمد، المسمى بهذه الأسماء دون الأسماء؛ إن الأسماء صفات وصف بها نفسه.

الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله الزنديق: فما هو؟ -: هو الرب، وهو المعبود، وهو الله، وليس قولي: " الله " إثبات هذه الحروف ألف، لام، هاء، ولكني أرجع إلى معنى هو شيء خالق الأشياء وصانعها، وقعت عليه هذه الحروف، وهو المعنى الذي يسمى به الله، والرحمن الرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه، وهو المعبود - جل وعز -.

عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أسماء الله واشتقاقها: " الله " مما هو مشتق؟
فقال: يا هشام، " الله " مشتق من إله، وإله يقتضي مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد، أفهمت يا هشام؟!
قال: قلت: زدني!
قال: لله تسعة وتسعون اسما، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها، ولكن " الله " معنى يدل عليه بهذه الأسماء، وكلها غيره.
يا هشام، الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق. أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا المتخذين مع الله عز وجل غيره؟
قلت: نعم.
فقال: نفعك الله به وثبتك يا هشام.
قال: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا.

الإمام الصادق (عليه السلام): من عبد الله بالتوهم فقد كفر، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه، ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فأولئك أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) حقا - وفي حديث آخر -: أولئك هم المؤمنون حقا.

عنه (عليه السلام) - لزنديق سأله: كيف جاز للخلق أن يتسموا بأسماء الله تعالى؟ -: إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أباح للناس الأسماء، ووهبها لهم، وقد قال القائل من الناس للواحد: واحد، ويقول لله: واحد، ويقول: قوي، والله تعالى قوي، ويقول: صانع، والله صانع، ويقول: رازق، والله رازق، ويقول: سميع بصير، والله سميع بصير، وما أشبه ذلك. فمن قال للإنسان: واحد فهذا له اسم وله شبيه، والله واحد وهو له اسم ولا شيء له شبيه، وليس المعنى واحدا.
وأما الأسماء فهي دلالتنا على المسمى؛ لأنا قد نرى الإنسان واحدا وإنما نخبر واحدا إذا كان مفردا، فعلم أن الإنسان في نفسه ليس بواحد في المعنى؛ لان أعضاءه مختلفة، وأجزاءه ليست سواء، ولحمه غير دمه، وعظمه غير عصبه، وشعره غير ظفره، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر الخلق، والإنسان واحد في الاسم، وليس بواحد في الاسم والمعنى والخلق، فإذا قيل لله فهو الواحد الذي لا واحد غيره؛ لانه لا اختلاف فيه، وهو - تبارك وتعالى - سميع وبصير وقوي وعزيز وحكيم وعليم، فتعالى الله أحسن الخالقين.

عنه (عليه السلام): اسم الله غيره، وكل شيء وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله.

الكافي عن ابن سنان: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام): هل كان الله عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟
قال: نعم.
قلت: يراها ويسمعها؟
قال: ما كان محتاجا إلى ذلك؛ لانه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمي نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها؛ لانه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختاره لنفسه " العلي العظيم " لانه أعلى الأشياء كلها، فمعناه الله، واسمه العلي العظيم هو أول أسمائه، علا على كل شيء.

الإمام الرضا (عليه السلام): اعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف، ولا اسم لغير معنى، ولا حد لغير محدود، والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود، ولا تدل على الإحاطة، كما تدل على الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس؛ لان الله - عز وجل وتقدس - تدرك معرفته بالصفات والأسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك، وليس يحل بالله جل وتقدس شيء من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا، ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته، ويدرك بأسمائه... فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه، وأسماؤه لا تدعو إليه، والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه، فلولا أن ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله تعالى؛ لان صفاته وأسماءه غيره.

تعليق:
كما لاحظنا أن الأحاديث بينت أوجها مختلفة لإطلاق الأسماء والصفات. وهذه الأسماء والصفات يجب أن تستخدم بشكل لا يفضي إلى أمور من قبيل تشبيه الخالق بالمخلوق، أو نفي الخالق أو تعطيل المعرفة، أو إيجاد صور ذهنية و إحاطة بالذات الإلهية، فالباري عز وجل يوصف تارة بأفعاله، وقد تفسر صفات الله تارة أخرى تفسيرا سلبيا. والإنسان يقيم علاقته مع الله - جل وعلا - من خلال هذه الأسماء والصفات، ويدعوه ويتضرع إليه في إطار معرفته له، ولكن ينبغي الالتفات إلى أن أسماء الله لا موضوع لها، وكلها تعبير عن الذات الإلهية المقدسة، والإنسان يتوجه عن طريق هذه الأسماء إلى الله الذي يعرفه بالفطرة.

Admin
المدير
المدير

ذكر المساهمات : 4760
تاريخ التسجيل : 03/08/2017

https://azkar101.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى